بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

ختام مهرجان كان 2025.. «كان يا ما كان في غزة» يحصد جائزة أفضل إخراج

فيلم كان يا ما كان
فيلم كان يا ما كان في غزة

في ليلة ختام الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي الدولي، كتبت السينما العربية فصلا جديدا من التألق، بفوز فيلمين من العراق وفلسطين بجوائز بارزة، في مشهد حافل بالإشادة الدولية والإجماع النقدي.

العراق في قلب الذاكرة والتكريم
بعد ساعات من تتويجه بجائزة الجمهور ضمن قسم نصف شهر المخرجين، عاد الفيلم العراقي "كعكة الرئيس" ليحصد جائزة أفضل عمل أول، ليؤكد مكانته كواحد من أقوى المشاركات العربية في هذه الدورة.

من إخراج حسن هادي، تدور أحداث الفيلم خلال تسعينيات العراق في عهد الرئيس الراحل صدام حسين، حيث يروي قصة الطفلة "لميعة" ذات التسعة أعوام التي تعيش مع جدتها في منطقة الأهوار جنوب العراق. حياتها المتواضعة تنقلب حين يفرض على طلاب المدارس جلب كعكة للاحتفال بعيد ميلاد الرئيس.

بأسلوب بصري شاعري ومؤلم، يلتقط الفيلم تفاصيل الحياة اليومية تحت القمع السياسي والبؤس الاجتماعي، ويرسم صورة نادرة لطفولة مفقودة وسط سلطوية الدولة، مستخدما "الكعكة" كرمز ساخر للولاء القسري والانكسار الفردي.

ويعد هذا التكريم بمثابة نقطة تحول للسينما العراقية المستقلة، التي باتت اليوم تحجز لنفسها مكانا حقيقيا على خريطة المهرجانات الدولية، خاصة مع إقامة أول جناح عراقي رسمي في سوق مهرجان كان هذا العام.

 "كان يا ما كان في غزة".. صرخة فنية وسط الحصار
في سياق آخر لا يقل رمزية، فاز الفيلم الفلسطيني "كان يا ما كان في غزة" للأخوين عرب وناصر طرزان بجائزة أفضل إخراج ضمن مسابقة "نظرة ما" ثاني أهم مسابقات المهرجان.

يحكي الفيلم قصة "يحيى"، شاب يائس ينجرف نحو تجارة المخدرات في قطاع غزة عام 2007، في محاولة للهروب من واقعه المسدود، لكنه يدخل عالما مظلما من الانهيار النفسي والدمار الأخلاقي.

تم تصوير الفيلم بالكامل داخل قطاع غزة وفي مواقع واقعية وسط التحديات اللوجستية والأمنية. وقد أثار تصفيقا حارا وهتافات لفلسطين خلال عرضه، في لحظة إنسانية مؤثرة تعكس مدى تعاطف الجمهور العالمي مع قضية تحاصرها السياسة لكنها تعبر بالفن.

وقال الأخوان طرزان في كلمتهما عقب التتويج:

"نهدي هذه الجائزة لغزة التي تُقصف وتُحاصر، ولشبابها الذين لا يزالون يحلمون، رغم الموت والظلام".

 لحظة استثنائية للسينما العربية
بين مأساة العراق القديمة وألم غزة المستمر، نجحت السينما العربية هذا العام في أن تحول الألم إلى فن، والنجاة إلى لغة سينمائية بليغة. وأثبتت أنها قادرة على المنافسة عالميا، لا من باب التمثيل الرمزي بل من بوابة الإبداع الحقيقي والخصوصية السردية.

في ظل صمت دولي وتغطيات سياسية باهتة، جاءت الكاميرا من بغداد وغزة لتحكي، وتنتصر.

 

تم نسخ الرابط