تحذيرات من اختلاط الإخوان بالمجتمع الفرنسي.. محللة سياسية تكشف المستور

أكدت الدكتورة جيهان جادو، المحللة السياسية، أن السلطات الفرنسية تدرك تمامًا حجم التهديد الذي تمثله جماعة الإخوان الإرهابية، مشيرة إلى أن مخاوف باريس تتصاعد من اختلاط أفراد الجماعة بالمجتمع الفرنسي، لما في ذلك من تهديد مباشر للنسيج المجتمعي والديني.
وأضافت "جادو" خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية “إكسترا نيوز”، أن جماعة الإخوان تمتلك أذرعًا ممتدة ومتغلغلة داخل المؤسسات الأهلية والمجتمعية والسياسية في فرنسا، موضحة أن هذا التغلغل لا يقتصر فقط على العمل الخيري بل يشمل أيضًا نشاطًا سياسيًا منظمًا يستهدف التأثير على توجهات المجتمع الفرنسي واستقطاب الجاليات المسلمة نحو أفكار متطرفة.
وأوضحت أن فرنسا تنظر بقلق إلى هذه التحركات التي تتعارض مع مبادئ الدولة العلمانية، خاصة في ظل النشاط المتزايد للجماعة داخل الأوساط المجتمعية، وهو ما يدفع الحكومة الفرنسية إلى تكثيف جهودها الأمنية والسياسية لمواجهة هذا التمدد.
وحذرت المحللة السياسية من أن الجماعة الإرهابية تعمل على بث أفكار التمرد والعنف بين أبناء الجاليات المسلمة في فرنسا، وتسعى إلى تشويه صورة الإسلام المعتدل أمام المجتمع الغربي، مما يسهم في تعزيز خطاب الكراهية وازدهار ظاهرة الإسلاموفوبيا التي باتت تُستخدم لتبرير سياسات عنصرية ضد المسلمين.
وأكدت أن الإخوان لا يمثلون الإسلام الحقيقي، بل يروجون لصورة مشوهة ومتطرفة عنه، ما يساهم في خلق انطباع خاطئ لدى المواطن الأوروبي بأن الإسلام يدعو إلى العنف والانغلاق، في حين أن الديانة الإسلامية بريئة من هذه الممارسات التي تستخدم الدين كستار لتحقيق أهداف سياسية.
وشددت على أن مكافحة الإرهاب الفكري لا تقل أهمية عن مكافحة الإرهاب المسلح، داعية الحكومات الأوروبية إلى مزيد من الرقابة على المؤسسات المشبوهة التي تتستر خلف شعارات اجتماعية ودينية لنشر أيديولوجيات متطرفة داخل المجتمعات الغربية.
وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد القلق الأوروبي من عودة الجماعات المتطرفة إلى الواجهة، خاصة بعد الأحداث التي شهدتها بعض المدن الفرنسية مؤخرًا، والتي كشفت عن خلايا فكرية تسعى إلى التأثير على الفئات الشبابية وإبعادهم عن قيم الاندماج المجتمعي.
وفي النهاية، حذرت جادو من أن استمرار التساهل مع الجماعات المتطرفة داخل أوروبا قد يؤدي إلى نتائج كارثية تمس الأمن القومي وتغذي الانقسامات داخل المجتمع الأوروبي، مطالبة بضرورة التعامل الحازم مع كل من يروج للتطرف تحت غطاء الدين.