«يبتعد عن الإثارة».. خطة أوقاف كفر الشيخ لتجديد الخطاب الديني (خاص)
تبرز الحاجة الماسّة في ظل المتغيرات الفكرية والاجتماعية التي يشهدها المجتمع، إلى تجديد الخطاب الديني بما يعكس روح الإسلام السمحة، ويستجيب لتحديات الواقع ولم يعد الخطاب الدعوي مسؤولية فردية للإمام، بل بات عنصرًا محوريًا في بناء وعي مجتمعي متوازن، يحافظ على هوية الأمة، ويُعزز ثقافة الاعتدال والانتماء.
وتُولي وزارة الأوقاف هذا الملف أهمية خاصة، إدراكًا منها بأن الخطاب الديني المنضبط والواعي هو حجر الزاوية في محاربة الأفكار المتطرفة، وفي تعزيز الثقة بين المسجد والمجتمع، وتحويل المسجد إلى منصة توجيه وإرشاد لا تقتصر على الوعظ فقط، بل تتسع لتشمل التثقيف والتوعية الوطنية.
لقاء دعوي في قلين يناقش تطوير الأداء الدعوي وتنظيم العمل داخل المساجد
في هذا السياق، عقد الشيخ معين رمضان يونس، وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة كفر الشيخ، لقاءً موسعًا، اليوم الثلاثاء، بمقر إدارة أوقاف قلين، بحضور الدكتور عبد القادر سليم، مدير الدعوة بالمديرية، ومدير الإدارة، وعدد من أئمة ودعاة المركز، وذلك لمتابعة الأداء الدعوي ومناقشة سبل تطوير الخطاب الديني.
وافتتح اللقاء بكلمة ترحيبية من وكيل الوزارة، أكد خلالها أن تجديد الخطاب الديني لا يعني تغيير الثوابت، بل فهمها في إطار معاصر، وتقديمها بلغة قادرة على الوصول إلى عقل وقلب المتلقي، كما عبّر عن تقديره لجهود الأئمة والدعاة، ودورهم الأساسي في حماية المجتمع من الأفكار الهدّامة.
وتضمن اللقاء عددًا من المحاور الجوهرية، أبرزها التأكيد على الالتزام بالمنهج الأزهري الوسطي، ونبذ أي مظاهر للتشدد أو الانحراف الفكري.
وشدد على ضرورة تجويد الخطاب الدعوي من حيث المضمون والشكل، ورفع كفاءة الإمام علميًا ومهاريًا، حتى يكون قادرًا على إيصال رسالة الإسلام بسلاسة ووعي.
كما ناقش الاجتماع أيضًا أهمية ربط العمل الدعوي بالقضايا الوطنية والاجتماعية الراهنة، وتكريس المنبر لتوعية الناس بالتحديات التي تواجه البلاد، مثل مواجهة الشائعات، وترسيخ مفاهيم المواطنة، والانتماء للدولة ومؤسساتها.
وشدد اللقاء، على ضرورة التزام الأئمة بموضوع خطبة الجمعة المحددة من الوزارة، وبالوقت المحدد لها، وعدم السماح بصعود المنبر لأي شخص غير حاصل على تصريح رسمي.
كما أعاد التأكيد على منع جمع التبرعات داخل المساجد أو وضع صناديق بأي شكل، التزامًا بتعليمات الوزارة في هذا الشأن.
فيما تم التطرق إلى الجوانب التنظيمية من خلال التأكيد على أهمية متابعة دفاتر التحضير اليومي، والتأكيد على نظافة المساجد وسلامة مرافقها، فضلًا عن ضرورة التزام الإمام بالمظهر اللائق الذي يليق برسالته ومكانته الدينية.
وقال الشيخ معين رمضان يونس، وكيل الوزارة، لـ" بلدنا اليوم"، إن اللقاء يأتي ضمن خطة الوزارة المستمرة لمتابعة الأداء الدعوي على مستوى الإدارات المختلفة، مؤكدًا أن الأئمة والدعاة يمثلون خط الدفاع الأول في مواجهة الفكر المتشدد، وإن الوزارة تعمل على دعمهم علميًا ومهاريًا بشكل دائم.
لقاءات متواصلة مع أئمة كفر الشيخ وجولات ميدانية للمساجد
وأضاف وكيل الأوقاف، أن تجديد الخطاب الديني لا بد أن يقوم على الفهم العميق للنصوص الشرعية، والتفاعل مع الواقع بمنهجية وسطية، تراعي تغير الزمان والمكان دون التفريط في ثوابت الدين، مشيرًا إلى أن الوزارة ستواصل هذه اللقاءات الميدانية لتقوية التواصل مع الأئمة، والاستماع لملاحظاتهم ومقترحاتهم.
مدير الدعوة: الإمام الواعي قادر على إحداث تأثير حقيقي في المجتمع
من جانبه، قال الدكتور عبد القادر سليم، مدير الدعوة بالمديرية، لـ" بلدنا اليوم"، إن هذا اللقاء جاء في توقيت مهم يتطلب مزيدًا من التماسك بين المؤسسة الدينية والمجتمع، مؤكدًا أن الإمام الواعي هو القادر على إحداث تأثير حقيقي، إذا ما أُتيح له التدريب والدعم اللازم.
وأشار سليم، إلى أن الوزارة حريصة على توجيه الدعاة نحو خطاب عقلاني متزن، يبتعد عن الإثارة، ويعتمد على المعلومة الدقيقة والمضمون العميق، مضيفًا أن الأئمة في قلين أبدوا استعدادًا كبيرًا للتفاعل مع توجهات الوزارة، والالتزام الكامل بالضوابط المهنية والدعوية.