هل تجاوز العالم الخط الأحمر لتقلبات المناخ؟ تقرير يكشف مؤشرات خطيرة

حذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية WMO التابعة للأمم المتحدة، في تقرير وُصف بالمقلق من وجود احتمال مرتفع بنسبة 80% بأن يشهد العالم خلال الأعوام الخمسة المقبلة كسر الرقم القياسي السنوي لدرجات الحرارة مرة واحدة على الأقل، وسط تصاعد ظاهرة الاحترار العالمي.
تفاقم الظواهر المناخية المتطرفة
وأوضح التقريرالذي نشرته صحيفة (الجارديان) البريطانية، اليوم الأربعاء، أن هذا الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة ينذر بتفاقم الظواهر المناخية المتطرفة، مثل الجفاف الحاد، والفيضانات المدمرة، وحرائق الغابات واسعة النطاق.
وكشف التقرير للمرة الأولى عن وجود احتمال، وإن كان ضعيفًا بنسبة 1%، لتجاوز متوسط درجات الحرارة العالمية حاجز درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي، وذلك قبل حلول عام 2030.
ويأتي هذا التحذير في وقت سجل فيه العقد الماضي (2014-2023) أعلى درجات حرارة في التاريخ الحديث، بينما يُتوقع أن يتجاوز متوسط الحرارة للفترة من 2025 إلى 2029 عتبة 1.5 درجة مئوية بنسبة احتمال تصل إلى 70%، وفق ما ذكر التقرير الذي اعتمد على نماذج تنبؤ قصيرة وطويلة المدى.
التغيرات تنذر بكارثة
وتُعد هذه التقديرات مؤشراً خطيراً على اقتراب العالم من تجاوز أهم هدف لاتفاقية باريس للمناخ، والذي ينص على الحد من ارتفاع الحرارة إلى أقل من 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية, وبرغم أن هذا الهدف يُقاس على مدى 20 عامًا، فإن بلوغ هذا المستوى في عام واحد أو أكثر يُنذر بكارثة.
كما أشار تقرير WMO إلى أن احتمال تجاوز 1.5 درجة مئوية في أي عام من الأعوام الـ 5 المقبلة ارتفع من 40% في تقرير 2020 إلى 86% العام الحالي، في حين أن عام 2024 سجل أول تجاوز فعلي لهذا الحد.
وشارك في إعداد التقرير 220 خبيرًا من 15 مؤسسة بحثية بارزة، من بينها مكتب الأرصاد البريطاني ومركز برشلونة للحوسبة الفائقة, وأكدوا أن هناك تسارعًا غير مسبوق في معدلات الاحترار، وأن سيناريو تجاوز درجتين مئويتين بات واردًا نظريًا، إذا اجتمعت عوامل مناخية مثل ظاهرة “النينيو” وتذبذب القطب الشمالي الإيجابي.
تداعيات صحية خطيرة على البشر
وأشار التقرير إلى أن آثار الاحترار العالمي لن تكون متساوية في جميع المناطق، فمثلًا، قد تصل وتيرة ارتفاع درجات الحرارة شتاءً في القطب الشمالي إلى 3.5 أضعاف المتوسط العالمي، بينما قد تشهد منطقة الأمازون موجات جفاف متكررة، وتواجه جنوب آسيا وشمال أوروبا زيادة ملحوظة في معدلات الأمطار.
من جهته، حذر “كريس هيويت”، مدير خدمات المناخ بالمنظمة، من "تداعيات صحية خطيرة على البشر بسبب تكرار موجات الحر"، مؤكدًا أن تجاوز عتبة 1.5 درجة ليس حتميًا بعد، في حال تم اتخاذ إجراءات حاسمة للحد من انبعاثات الوقود الأحفوري.
واختتم التقرير برسالة مفادها أن هناك فرص للسيطرة على تغير المناخ, لكنها تقل بشكل سريع، ما يستدعي تحركًا عالميًا عاجلًا لتقليل الانبعاثات الكربونية، وإنقاذ النظم البيئية المهددة. بحسب الغارديان