أحمد كريمة: التنجيم والتنبؤ بالزلازل خرافات ومخالفة للشريعة

أكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية والفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، أن ما يُروَّج له عبر بعض القنوات الفضائية من تنبؤات فلكية أو زلازل أو حوادث مستقبلية يُعد خرافات وشعوذة لا أساس لها في الشريعة الإسلامية، محذرًا من الانجرار وراء هذه الادعاءات التي تخالف العقيدة.
وجاءت تصريحات الدكتور كريمة خلال لقائه ببرنامج "علامة استفهام" الذي يقدمه الإعلامي مصعب العباسي، حيث شدد على أن ما يُعرف بـ"التنجيم الاستدلالي"، وهو التنبؤ بأحوال الناس أو معرفة الغيب أو توقيت الكوارث مثل الزلازل، مرفوض تمامًا ومحرّم شرعًا، لأنه يدخل في نطاق ما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى.
وأوضح أن التنجيم الحسابي، الذي يُستخدم في الحسابات الفلكية العلمية لضبط المواعيد الزمنية مثل مواقيت الصلاة أو بدايات الأشهر القمرية، لا حرج فيه طالما يدخل في إطار العلم النافع.
وتابع: المشكلة تكمن في تحويله إلى أداة للتكهن والتوقع بالغيب، وهو ما يُعد تجاوزًا للشريعة وخداعًا لعقول الناس.
وأشار أستاذ الفقه المقارن إلى أن الغيب لا يعلمه إلا الله، مؤكدًا أن الإنسان لا يستطيع أن يتنبأ بما سيحدث غدًا، مستشهدًا بقول الله تعالى: "قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله".
وأضاف أن الترويج لهذه الأفكار يُعد تضليلاً للناس وحرامًا شرعًا، مطالبًا بضرورة وقف هذه الظواهر عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
وفي سياق آخر، تطرق الدكتور كريمة إلى مسألة الجمع بين صلاتي العيد والجمعة إذا وقعتا في يوم واحد، حيث أشار إلى أن من أُقيمت له صلاة العيد لا يُعفى من أداء صلاة الجمعة، موضحًا أن هذا الموضوع قد أُسيء فهمه من قبل البعض.
وأكد أن الجمعة فريضة مستقلة لا تسقط بحضور صلاة العيد، وأن القول بخلاف ذلك فيه مجانبة للصواب.
واختتم الدكتور أحمد كريمة، حديثه بالتأكيد على أهمية الرجوع إلى العلماء المتخصصين في الشريعة عند تناول مثل هذه القضايا الحساسة التي تتعلق بعقيدة الناس، مشددًا على أن التعامل مع الأمور الغيبية يجب أن يكون بحذر، وأن يُستند فيه إلى النصوص الشرعية الصحيحة وليس إلى الأوهام أو الخرافات التي لا أصل لها.