خالد الجندي: لا حج لمن عليه دين إلا في حالتين

كشف الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، عن شرط جوهري يغفل عنه كثيرون قبل التوجه لأداء مناسك الحج، مؤكدًا أن من كان عليه دَين فلا يجوز له الحج إلا إذا سدده أو حصل على إذن صريح من صاحب الحق.
وأضاف الجندي، خلال مداخلة تلفزيونية مساء اليوم الإثنين، أن الشريعة الإسلامية، برحمتها وحكمتها، قدّمت مصلحة الإنسان على مصلحة العبادة عندما يتعارضان، موضحًا أن هذا الفهم ليس طارئًا بل هو مبدأ راسخ في الفقه، تبناه كبار العلماء ومنهم الإمام ابن القيم.
وتابع الجندي: "الآية القرآنية التي تقول: ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله بدأت بالمنافع قبل الذكر، مع أن الإنسان قد يتصور أن الذكر أولى، لكن ترتيب القرآن جاء ليؤكد أن مصالح البشر مُقدَّمة".
وأشار الجندي إلى أن الإمام ابن القيم قال بوضوح إنّه حين تتزاحم مصلحة الدين مع مصلحة الإنسان، تُقدّم الأخيرة، واصفًا ذلك بأنه "فقه عظيم" يجسد رحمة الشريعة.
وتابع الشيخ حديثه بضرب أمثلة من آيات القرآن، منها قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع، موضحًا أن الله أمر الناس بترك البيع– وهو من مصالح الدنيا– في أثناء وقت الصلاة، ثم قال في الآية التالية: فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله، أي إن العودة لمصالح الحياة والرِزق أمر مطلوب بعد أداء العبادة.
واستكمل: "حتى في المواريث، نجد أن الشريعة قدّمت الوصية، التي تعكس إرادة الفرد، على توزيع الميراث، وهو أمر شرعي محسوم، وذلك لأن الإسلام دائمًا يضع مصلحة الإنسان في الاعتبار".
وشدد الشيخ خالد الجندي على أن من يريد الحج وهو مدين، فعليه أن يبرئ ذمته أولًا أو يحصل على إذن من الدائن، مضيفًا: "الاستطاعة شرط أساسي للحج، والاستطاعة مش بس بدنية أو مادية، لأ، كمان أمنية وتنظيمية، زي التأشيرة واحترام قواعد السفر، ودي كلها شروط بتندرج تحت مفهوم الاستطاعة في وقتنا الحالي".
وأكد عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن الآية: “ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله” تؤكد مجددًا على تقديم المنافع، أي المصالح، على الذكر، مضيفًا أن هذا من مظاهر رحمة الله تعالى بعباده، ومن صميم مقاصد الإسلام.