بعد استقرار أكثر من عام .. تحويلات المصريين بالخارج وراء تراجع الدولار مقابل الجنيه

شهد الجنيه المصري حاله من التحسن والتعافي الملحوظ في سعر صرف الجنيه أمام العملات الأجنبية بعد أكثر من عام من الاستقرار في سعر الصرف منذ قرارات مارس 2024 مع آخر تعويم للجنيه المصري.

وسجل سعر الدولار مقابل الجنيه المصري 49.98 جنيه للشراء و50.17 جنيه للبيع، وذلك بعدما تجاوز سعر الدولار الـ 52 جنيها خلال الأيام القليلة الماضية.
وفي هذا التقرير تناقش جريدة بلدنا اليوم أسباب تعافي الدولار مقابل الجنيه وهل الفترة المقبلة ستشهد مزيد من التراجع؟

في البداية قال د.ياسر حسين الخبير الاقتصادي أن اسباب هذا التحسن في سعر صرف الجنيه المصري  وتعافي الجنيه  ترجع الي أسباب كثيره إيجابية ومن اهمها ارتفاع  تحويلات المصريين العاملين بالخارج الي مصر بشكل غير مسبوق تاريخيا .
حيث قفزت تحويلات المصريين بالخارج الي مصر منذ مارس 2024 ( شهر التعويم الأخير ) و حتى نهاية فبراير 2025 إلى رقم تاريخي يقدر بحوالي 32,5 مليار دولار ، وسجل شهر فبراير وحده 3 مليار دولار لأول مره في تاريخ مصر وهذه الزياده الكبيره في التحويلات الدولاريه إلى مصر جعلت المعروض من الدولار يتزايد  مع الايرادات الدولاريه الأخرى وهي التصدير والسياحه والاستثمار الاجنبي المباشر  وقناة  السويس وتخطي حجم الدولار لدي مصر  الطلب وتحسن الجنيه وتعافي بحوالي 2% كما وصل الاحتياطي النقدي المصري الي 48,1 مليار دولار .

اسباب ارتفاع وزياده تحويلات المصريين بالخارج الي مصر

أوضح الخبير الاقتصادي أن  قرار التعويم في مارس 2024 وترك سعر العملات الاجنبيه للعرض والطلب أدى  الي كبح جماح الدولار الذي تخطي 80 جنيه في السوق السوداء قبل قرار التعويم ، ثم جاء قرار التعويم ليتراجع الدولار وظل مستقرا خلال أكثر من عام في حدود من 48 الي 52 جنيه ليعود الي  الانخفاض الي 50,10 حاليا ، فترك العمله للعرض والطلب قضى علي السوق السوداء وادي الي تحويل العمله عبر المسار الشرعي بالبنوك وشركات الصرافه المعتمده وانتهت السوق السوداء نهائيا مع توفر المعروض من الدولار بالبنوك المصريه .

اهميه مؤشر ارتفاع وزياده تحويلات المصريين بالخارج الي مصر

و أشار إلى أن زيادة تحويلات المصريين بالخارج تؤكد  على ايجابيه الإصلاح الاقتصادي والنقدي والمالي، مع  استمرار نجاح القضاء علي السوق السوداء للعمله مشيرًا إلى أن استقرار سعر الصرف علي مدار أكثر من عام ثم تحسن مع وجود ثقه أكبر في النظام المصرفي والنقدي في مصر .

وتوقع "حسين"  أن تسجل  تحويلات المصريين العاملين في الخارج الي مصر مع نهايه عام 2025 لرقم تاريخي يحدث لأول مره مابين 40 الي 45 مليار دولار أميركي ، واتوقع تحسن الجنيه امام العملات الاجنبيه بما لايقل عن 5% مع نهايه عام 2025 مدعوما بايرادات دولاريه كبيره من تحويلات المصريين بالخارج والتصدير والسياحه والاستثمار الاجنبي المباشر وقناه السويس .

وأرجع الخبير الاقتصادي د.أشرف غراب، تراجع أسعار الدولار مقابل الجنيه لعدد من الأسباب، في مقدمتها التوصل لاتفاق بين واشنطن وبكين خلال الأيام الماضية حول تعليق الرسوم الجمركية لـ 90 يومًا وخفضها في الوقت الحالي الأمر الذي ساهم بشكل كبير في استقرار الاقتصاد العالمي، إضافة إلى عودة المستثمرين للاستثمار في العملة المحلية بالسوق المصري.

زيادة تحويلات المصريين بالخارج 
 

وتابع الخبير الاقتصادي بأن من أهم أسباب تراجع الدولار مقابل الجنيه المصري أيضا استقبال مصر سيولة نقدية كبيرة منها زيادة تحويلات المصريين بالخارج التي شهدت انتعاش كبيرة خلال الشهور الماضية لتسجل 32.6 مليار دولار في الفترة من فبراير 2024 حتى مارس 2025.وقال إن  إيرادات مصر من قطاع السياحة  حققت طفرة كبيرة  خلال النصف الأول من العام المالي الجاري زيادة بنسبة 12.4% محققة 8.7 مليار دولار، مشيرًا إلى زيادة حجم الصادرات المصرية خلال الفترة الماضية مما يعكس وجود زيادة كبيرة في حجم الإنتاج المصري ونشاط الاقتصاد الوطني.

انخفاض عجز الميزان التجاري 
وأوضح أن انخفاض عجز الميزان التجاري بنسبة 27.7% خلال الربع الأول من العام الحالي 2025، حيث حققت الصادرات المصرية خلال هذه الفترة  حوالي 12.67 مليار دولار، لتسجل ارتفاع بنسبة 27%، مشيرًا إلى تراجع واردات السلع الغير ضرورية وتشديد القيود على الاستيراد العشوائي الامر الذي ساعد في تقليص الفجوة الدولارية.