الناتو يشعل البلطيق.. بدء مناورات ضخمة ستستمر لمدة أسبوعين

أعلن حلف شمال الأطلسي الناتو بدء مناورات بحرية وجوية وبرية ضخمة تحت اسم بالتوبس 2025 في بحر البلطيق، والتي ستستمر لمدة أسبوعين كاملين، فهذه المناورات التي يُشارك فيها عشرات الآلاف من الجنود وعشرات السُفن والطائرات من دول الحلف وشركائهُ تُعد الأكبر من نوعها في المنطقة خلال العام الجاري.
وقد بدأت تلك المناورات في سياق جيوسياسي مُتوتر بعد التصعيدات الأخيرة بين حلف الناتو وروسيا بدعمهُم لأوكرانيا، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس".
تتزايد التحديات الأمنية في أوروبا الشرقية ومنطقة البلطيق، مما أثار كثير من القلق حول طبيعة الرسالة التي يُريد حلف الناتو إيصالها من خلال هذا الاستعراض الضخم للقوة، فتلك المناورات اختلفت حولها الآراء هلل هي مُجرد ردع أم استعداد لسيناريوهات مواجهة مُحتملة مع روسيا، فالعالم يترقب ماذا بعد تلك المناورات الضخمة.
الهدف من المناورات في بحر البلطيق
ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن مناورات “بالتوبس 2025” تهدف إلى تعزيز العمل المُشترك بين قوات الدول الأعضاء في الناتو وشركائها، واختبار جاهزيتها للتعامُل مع مُختلف التهديدات الأمنية، تشمل التدريبات سيناريوهات معقدة تتراوح بين الدفاع الساحلي وعمليات مُكافحة الغواصات والدفاع الجوي.
يذكر أن بحر البلطيق يُعتبر منطقة حيوية ومحور توتر رئيسي، خاصة بعد التطورات الأخيرة في شرق أوروبا وتوسع الناتو بضم أعضاء جدد في المنطقة، حيثُ يرى مُحللون عسكريون أن هذه المناورات تُرسل إشارة واضحة للخصوم المحتملين بأن الناتو مستعد للدفاع عن أراضي دولة الأعضاء وبأن أي محاولة لتهديد الأمن في المنطقة ستواجه برد حازم وموحد من قبل حلف الناتو.
فعلى الرغم من التأكيد المُتكرر من حلف الناتو على أن هذه المناورات دفاعية بطبيعتها ولا تستهدف أي دولة بعينها، إلا أن توقيتها وحجمها يُشيران إلى أنهُم يُعلنون عن رسالة قوية، ففي ظل التحديات الراهنة تسعى دول الناتو إلى إظهار التزامها بالدفاع الجماعي وفقا للمادة الخامسة من ميثاق الحلف، كما أنها فرصة لدمج القدرات العسكرية الجدية للدول الأعضاء وتعزيز التنسيق بين القوات البرية والبحرية والجوية لمواجهة الأعداء، وفقا لما ذكرتهُ أعضاء حلف الناتو.