بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

غياب الأضاحي في غزة وسط المجاعة والدمار الإسرائيلي

غياب الاضاحي في غزة
غياب الاضاحي في غزة

للعام الثاني على التوالي يحل عيد الأضحى على قطاع غزة دون شعيرة الأضحية، بعد أن دمر الاحتلال الإسرائيلي مزارع المواشي، وأتى على الثروة الحيوانية بالتجويع والقصف خلال الإبادة الجماعية المستمرة منذ 20 شهرًا. يعكس غياب الأضاحي معاناة الفلسطينيين تحت الحصار والمجاعة، نتيجة منع إدخال المواشي، وشُح الأعلاف، واستهداف المزارع والمنشآت البيطرية.

تعرضت معظم مزارع القطاع لدمار كلي أو جزئي، ونفقت الآلاف من رؤوس الماشية بسبب التجويع الممنهج، والإصابات، ونقص العلاج البيطري. ويأتي العيد، الذي يصادف غدًا الجمعة، كرابع عيد يمر وسط الإبادة التي خلفت أكثر من 180 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 11 ألف مفقود، إلى جانب مئات الآلاف من النازحين ومجاعة غير مسبوقة تفاقمت بإغلاق إسرائيل للمعابر منذ 2 مارس 2025.

مزارع مدمرة وثروة حيوانية منهارة

تحولت مزارع جباليا في شمال غزة إلى أراضٍ جرداء، حيث لم يتبقَّ سوى جمال هزيلة تتغذى على الصبار، ويقول طه صلاح، صاحب مزرعة دُمِّرت جزئيًا بالقصف، إن مزرعته التي كانت تضم مئات رؤوس الماشية أصبحت خاوية، واضطر لزراعة الخضروات في جزء منها، بينما جرفت قوات الاحتلال مزرعته الأخرى شرق القطاع، مضيفًا أن المنطقة كانت تذبح 10 آلاف رأس يوميًا في العيد سابقًا، لكن هذا العام قد لا تشهد أي ذبح، مع بقاء 14 جملًا هزيلًا فقط.

أسعار خيالية وانهيار القدرة الشرائية في غزة

ارتفعت أسعار الجمال إلى 15 ألف دولار، وسعر الكيلو الحي بين 67.57 و81 دولارًا، بينما الخراف شبه مفقودة وغير صالحة للذبح. ويشير صلاح إلى أن مزرعته كانت تدعم 50 أسرة، لكن الحرب دمرت هذا المورد، فيما أوضح العامل عامر صلاح أن نقص الأعلاف، التي وصل سعر الكيس منها إلى 5000 شيقل (1351 دولارًا)، ومنع إدخال المواشي، جعلا تأمين الأضاحي مستحيلًا.

غزة قبل الحرب وبعدها

شهد القطاع قبل الحرب في يوليو 2023، ذبح 17 ألف عجل و24 ألف رأس أغنام، بمشاركة 130 ألف أسرة، لكن الحرب والحصار دمّرا هذا الاستقرار، مع خسائر زراعية وحيوانية تجاوزت 2.2 مليار دولار.

ويؤكد عبد الرحمن عماد، صاحب مزرعة في دير البلح، أن أسعار اللحوم قفزت من 6.76 دولار للكيلو إلى 67.57 دولارًا، وأن البيع يقتصر على الجمعيات الخيرية بسبب انهيار القدرة الشرائية.

مجاعة وتدمير مستمر

يواجه الفلسطينيون مجاعة غير مسبوقة مع إغلاق المعابر، ويصارعون لتأمين أبسط متطلبات الحياة وسط القصف والنزوح، فيما حذّر المقرر الأممي مايكل فخري من أن إسرائيل دفعت غزة إلى "أخطر مراحل التجويع"، واصفًا ما يحدث بـ"الإبادة الجماعية وجريمة ضد الإنسانية"، مطالبًا أصحاب القرار بفتح المعابر وإدخال المواشي والأعلاف لإنقاذ ما تبقى من الثروة الحيوانية، في ظل عيد يخلو من الفرحة والذبح.

تم نسخ الرابط