بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

قبل أيام من زفاف نجله.. خالد شوقي يخاطر بحياته لإنقاذ محطة وقود

شهيد الشهامة".. خالد شوقي يضحي بحياته لإنقاذ مدينة العاشر من رمضان من كارثة مروعة

شهيد الشهامة
شهيد الشهامة

العاشر من رمضان  .. انطلقت شاحنة المواد البترولية المحمّلة بالوقود على مشارف محطة البنزين في مدينة العاشر من رمضان، مُهددةً بوقوع كارثة ضخمة. 

شهيد الشهامة

خالد محمد شوقي (شهيد الشهامة) لم يتردد للحظة في التفضل بحياته؛ فقد قاد الشاحنة المشتعلة بعيداً عن خزانات المحطة والأحياء السكنية المجاورة، قبل أن تلتهمه النيران، ويُلقي مصرعه متأثراً بجراحه. 

وكانت تلك اللحظات الفاصلة قبل الوفاة شاهداً على بطولته الفريدة، التي حرصت على تفادي وقوع أضرار جسيمة ومادية لسكان المدينة.

ويُذكر أن الحادثة وقعت في الأسبوع الماضي عندما انفجر تانك الوقود نتيجة ارتفاع درجة حرارته المفاجئ، ما أشعل النيران فوراً. 

 

وتروي شهود العيان أن النيران انتشرت بسرعة، ما استدعى تدخل رجال الإطفاء الذين وصلوا على متن أربع سيارات إطفاء، وتمكّنوا من السيطرة على الحريق أخيراً. 

لكن الشاحنة التي كانت متوقفة داخل المحطة، كانت على وشك إشعال خزانات الوقود، لولا بطلنا خالد، الذي جلس خلف عجلة القيادة وأدارها للخارج في إجراء صارخ للشجاعة والإقدام.

وينحدر الشهيد من قرية مبارك بمحافظة الدقهلية، وترك خلفه زوجة وأربعة أطفال: ثلاث فتيات وولد واحد، كان مأملاً أن يحتفل زفافه المقرر في التاسع عشر من يونيو 2025. 

وتجرى حالياً إجراءات نقل جثمانه من مستشفى “أهل مصر للحروق” بالقاهرة إلى مسقط رأسه بمنطقة بني عبيد، بعد حصول العائلة على تصاريح الدفن اللازمة.

 

وأثار التضحية الرهيبة لخالد محمد شوقي موجة تعاطف واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ضجّت الصفحات بمقاطع فيديو وصور لحظة قيادته للشاحنة المشتعلة، مصحوبة بالتعليقات التي أجمعت على وصفه بـ”شهيد الواجب” و”بطل العاشر من رمضان”. 

ودعت الأوساط الشعبية والحكومية إلى تكريمه وتسمية إحدى الشوارع أو الميادين في العاشر من رمضان باسمه تقديراً لتضحياته الجسيمة.

ومن جهتها، أكدت مديرية أمن الشرقية فتحها تحقيقاً موسعاً للوقوف على ملابسات الحريق، وإعداد تقرير نهائي عن أسباب اندلاع النيران أولاً، ومدى اتخاذ إجراءات السلامة في المحطة. كما تمت إحالة مسؤولين للتحقيق بعد تسجيل إصابات أربعة أفراد من العاملين ورواد المحطة، إلى جانب حالة البطل خالد التي لم تكلل بالنجاة.

وإن قصة خالد شوقي تمثل نموذجاً لقيم التضحية والشجاعة التي يحتاجها المجتمع، خاصة في مواجهة المخاطر التي تهدد سلامة المواطنين. 

وفقد دفع حياته ثمناً لإنقاذ العشرات من المواطنيين في العاشر من رمضان ، وهو درع واقٍ يحمي الأحياء والبنى التحتية من كارثة كانت لتترك أثراً مأساوياً على العاشر من رمضان. 

وفي هذا الإطار، يطالب الأهالي السلطات بتكثيف دورات السلامة في محطات الوقود، وتوفير ضوابط صارمة تمنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً، تكريماً لذكرى أبطالٍ لا يُنسون.

تم نسخ الرابط