استشهاد عامل بقطاع البترول خالد محمد شوقي بالعاشر من رمضان

قطاع البترول .. لقي البطل خالد محمد شوقي من العاملين بقطاع البترول، مصرعه اليوم بعد أن أصيب بجروح خطيرة إثر حادث احتراق سيارة إمداد بالبنزين. 

وقد تحرك الفقيد بمركبته المشتعلة مغادرًا موقع الخطر، في أروع مثال للتضحية والإيثار، حيث أبعد السيارة المشتعلة عن محطة بنزين مجاورة، ما حال دون تفاقم الحريق وانتشاره ليشهد الموقع أكبر كارثة.

وأصدرت وزارة البترول والثروة المعدنية بيانًا رسميًا نعت فيه ضحيتها الباسل، مشيدة بالشجاعة الفائقة التي أظهرها الراحل في إنقاذ الأرواح والممتلكات. 

وبيّنت الوزارة أن خالد ضحى بحياته الفانية حفاظًا على سلامة زملائه والمواطنين القريبين من مكان الحادث، متقدمين بأسمى آيات التعازي إلى أسرته الكريمة ومعاونيه وعمال القطاع.

تفاصيل الحادث

وقع الحادث في الساعات الأولى من صباح اليوم، عندما كانت سيارة إمداد بالبنزين متجهة إلى محطة توزيع بمحافظة الشرقية. أبلغ شهود عيان عن تصاعد دخان كثيف وانفجار مفاجئ للمركبة، وحال تواجد مجموعة من العاملين والمواطنين بجوارها. 

ودون تردد، قاد خالد مركبته رغم احتراقها، مسرعًا لإبعاد مصدر اللهب عن موقع محطة الوقود المزدحمة، مما دفع النيران للابتعاد عن خزانات البنزين الرئيسية.

تضحيات وحب للوطن

أظهر عبد الرحمن محمد، أحد زملاء الضحية، في تصريح صحفي، أن خالد كان دومًا مثالًا للشجاعة والالتزام: «لم نكن نتوقع أن يغامر بنفسه هكذا، لكنه كان يؤمن بأن حياة الآخرين أغلى من أي شيء». 

وأضاف أن تحركه البطولي أنقذ عشرات الأرواح وأوقف أمكانية وقوع كارثة أكبر.

ومن جانبه، قال مصدر مسؤول في وزارة البترول إن الإجراءات الأمنية والسلامة بمناطق التوزيع ستتم مراجعتها وتعزيزها بعد هذا الحدث الأليم، لضمان عدم تكرار حوادث مماثلة. 

كما أعلنت الوزارة فتح تحقيق عاجل لمعرفة ملابسات الحادث وتحديد أسباب اندلاع النيران وكيفية تفادي مثيلاتها مستقبلًا.

ويُعدّ خالد محمد شوقي رمزًا للتضحية والحب الحقيقي للعمل الوطني، وستمثل ذكراه علامة مضيئة في سجل الشرف لرجال قطاع البترول المصري. 

ونسأل الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يُلهم ذويه الصبر والسلوان، وأن يجعل مصيبته هذه موقظة لقيم التضحية والعطاء في كل مواطن.