بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

بعد تصاعد التوترات.. هل تتحمّل طهران الدخول في حرب طويلة مع إسرائيل؟

الصراع بين إيران
الصراع بين إيران وإسرائيل

اشتعلت منطقة الشرق الاوسط، حين تهتز الجغرافيا، لا تكون الصدفة هي السبب بل رغبة في اشتعال الحرب من دولة إسرائيل الذي بدأ بالهجمة الأولى، وأشعل الشرارة الأولى للصراع مع إيران، فتصاعدت الضربات من كِلا الجانبين، في تلك اللحظة المشحونة، حيثُ تتكثف الأسئلة وتتماهى الحقيقة بالوهم، وتعود إيران إلى الواجهة، لا بوصفها دولة فاعلة فقط بل بوصفها احتمالًا هشا لانفجار مؤجل.


وأشار الدكتور علاء السعيد خبير في العلاقات الدولية، والإيرانية، إلى أن إسرائيل هي الدولة التي تتقن الحسابات وتعرف متى تضرب، لم تكن لتتجرأ على اختراق المجال السيادي الإيراني، وصولًا إلى مواقع عسكرية ونووية ومقرات أمنية، لو لم تكن قد أدركت أن ما كان يومًا "جدار النار الإيراني" لم يعد إلا واجهة إعلامية، تُستخدم للردع لا للقتال، حيثُ ضربت تل أبيب في العمق الإيراني، واختارت توقيتًا مكشوفًا، بل مُعلنًا، وخرجت من العملية دون أن تفقد طائرة واحدة أو تخسر جنديًا، بينما تُركت طهران تمتص الضربة أو تُفسّرها، وفق ما يتوافق مع خطابها المتآكل.

 هل تستطيع إيران أن تتحمل ردًا طويل النفس؟

الدكتور علاء السعيد خبير في الشأن الإيراني
الدكتور علاء السعيد خبير في الشأن الإيراني


أكد علاء السعيد في تصريح خاص لـ "بلدنا اليوم"، أن إيران لديها اقتصاد مهزوم لا يقوى على تمويل حرب، منذ أن فُرضت عليها العقوبات النووية، وتحديدًا بعد خروج واشنطن من اتفاق فيينا، غرقت طهران في دوّامة من الانكماش والتضخم فالريال فقد قيمته، الطبقة المتوسطة تآكلت، والشارع لم يعد شارعًا ساكنًا بل بركانًا خامدًا ينتظر عود الثقاب.

 

وأضاف علاء السعيد، أنهٌ ففي ظل هذا الخراب المالي، تصبح فكرة "الحرب"، خصوصًا الطويلة منها، نوعًا من الانتحار الاستراتيجي، لا المجد العسكري، فطهران لا تملك شبكة تمويل مفتوحة، ولا أصدقاء يمكن أن يُعوّل عليهم في معركة استنزاف، لا في السلاح ولا في الغذاء، وإن كانت تستطيع تمويل ضربة خاطفة، أو حتى جولة صاروخية إعلامية عبر الحوثيين أو حزب الله، فإنها عاجزة عن حمل ثقل المواجهة الممتدة، تلك التي تتطلب صناعة القرار العسكري المستقل، لا رد الفعل الخائف من الداخل.

 

لا رادارات التقطت ولا صواريخ اعترضت

وأكد السعيد، على أن الجيش الإيراني لا يستطيع أن يصنع نصرا عسكريا كبيرا، ورغم الهيبة المصطنعة للحرس الثوري، الطائرات التي تعود إلى ما قبل الثورة، تُصلّح يدويًا، وقطع الغيار تُهرب عبر وسطاء في السوق السوداء، أما الدفاع الجوي، فقد ظهر على حقيقته في الضربة الأُولي من إسرائيل لا رادارات التقطت، ولا صواريخ اعترضت، في المقابل، تقف إسرائيل على الضفة الأخرى بسلاح غربي، وتجهيزات تقنية من الجيل الخامس، وغطاء سياسي دولي، واستخبارات خارقة، وقدرة على التحرك الخاطف من فوق رؤوس كل العواصم العربية.


الشارع الإيراني حين تُصبح الحرب عدوا داخليًا

وأضاف، أنهُ لا يُمكن لأي نظام أن يخوض حربًا خارجية، إن كان في الداخل يواجه شعبًا جائعًا، ومؤسسات منهارة، واحتجاجات مُهيأة للانفجار، في لحظة الحرب، يتحوّل الشارع من وقود للمعركة إلى قيدٍ في ساق النظام، والقيادة الإيرانية تُدرك أن أي تصعيد طويل الأمد سيفتح جبهة داخلية أعنف من الضربات الإسرائيلية نفسها، فقد فقدت الجمهورية قدرتها على تعبئة الشارع، ولم تعد الهتافات ضد "الشيطان الأكبر" تُقنع أحدًا، بعد أن أصبحت المخابز بلا خبز، والصيدليات بلا دواء، والجامعات بلا مستقبل.

وأكد على أن إيران في هذا التوقيت ليست مدعومة كما كانت، روسيا منشغلة في أوكرانيا، والصين لا تخوض حروبًا بالنيابة عن أحد، أما الغرب، فقد أعطى الضوء الأخضر، أو على الأقل، رفع الغطاء عن أي رد فعل إسرائيلي، خصوصًا بعد تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخيرة التي كشفت عن تجاوزات جديدة في نسبة التخصيب داخل المنشآت الإيرانية، ومع انسحاب بعض السفارات الغربية من العراق والخليج، بدا وكأن العالم كله يستعد لما تعلمه مسبقًا، بينما طهران تنتظر ما تعرفه ولا تجرؤ على الإفصاح به.
 

خلاصة المشهد

أوضح الدكتور علاء السعيد، أن  الحرب ليست رغبة، بل قدرة، وطهران  بالرغْم من عنف خطابها، تفتقر لكل أدوات الحرب طويلة الأمد، لا اقتصاد يتحمل، لا سلاح يكفي، لا شعب يقف، ولا حليف يحمي.

تم نسخ الرابط