شيخ الأزهر: ما يمارسه الاحتلال الإسرائيلي من عدوان لا يستهدف إيران وحدها

أعرب الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عن إدانته الشديدة للهجمات التي يواصل الكيان الصهيوني شنّها على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، معتبرًا أن هذه الاعتداءات المتكررة تمثل تصعيدًا بالغ الخطورة في مسار الصراع الإقليمي، وتهديدًا مباشرًا لأمن واستقرار الشرق الأوسط.
وفي بيان رسمي أكد شيخ الأزهر أن ما يمارسه الاحتلال الإسرائيلي من عربدة عسكرية وعدوان ممنهج لا يستهدف إيران وحدها، بل يسعى إلى جرّ المنطقة بأكملها نحو أتون حرب شاملة ومدمرة، لا تخدم سوى مصالح تجار السلاح ومن يستثمرون في النزاعات والصراعات.
وشدد شيخ الأزهر على أن استمرار هذه الاعتداءات دون رادع وتخاذل المجتمع الدولي عن إدانتها أو اتخاذ موقف حاسم إزاءها، يمثل شراكة فعلية في الجريمة، محذرًا من أن التغاضي عن هذه الانتهاكات قد يُفضي إلى نتائج كارثية لا تقتصر على المنطقة فحسب، بل تمتد آثارها إلى الأمن العالمي برمته.
وقال فضيلته إن من الخطأ الاعتقاد بأن الحرب وسيلة لتحقيق السلام، إذ لم تكن يومًا سوى بوابة للفوضى والمآسي، ولا تجلب سوى المزيد من الدمار ونزيف الأرواح، مؤكدًا أن الدعم الخفي أو العلني الذي تحظى به هذه الاعتداءات من بعض القوى الكبرى يُعد انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية، ووصمة عار في جبين الضمير الإنساني.
ودعا شيخ الأزهر المجتمع الدولي بكافة مؤسساته وهيئاته الفاعلة، إلى التحرك العاجل وتحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية، والعمل على وقف هذا التصعيد الخطير الذي يهدد بنسف ما تبقى من استقرار في المنطقة، مطالبًا بضرورة وقف كافة أشكال الاعتداءات العسكرية، واحترام سيادة الدول وحرمة شعوبها.
تصعيد مستمر وتحذيرات من مواجهة إقليمية
وتأتي تصريحات فضيلة الإمام الأكبر في وقت تشهد فيه العلاقات بين إيران والاحتلال الإسرائيلي توترًا غير مسبوق، حيث نفذت إسرائيل خلال الأشهر الماضية سلسلة من الضربات الجوية داخل العمق الإيراني، استهدفت منشآت عسكرية ونووية ومراكز أبحاث، إضافة إلى اغتيالات طالت قيادات بارزة في الحرس الثوري، تحت غطاء ما تسميه "الوقاية الاستباقية".
وفي المقابل ردّت طهران بسلسلة من العمليات الصاروخية، أسفرت عن أضرار بشرية ومادية، في تصعيد يعكس انزلاقًا متسارعًا نحو مواجهة مفتوحة، في ظل غياب تدخل دولي يضع حدًا لهذا التصعيد.
ويخشى مراقبون من أن يؤدي هذا التدهور إلى اشتعال نزاع إقليمي واسع النطاق، خاصة في ظل التداخلات الإقليمية والدولية في ملف الصراع، ما يجعل المنطقة مهددة بانفجار أمني قد يصعب احتواؤه.
وفي ختام بيانه شدد شيخ الأزهر على أن طريق السلام لا يمكن أن يُبنى على العدوان أو القوة الغاشمة، بل يقوم على العدل والاحترام المتبادل، داعيًا الجميع إلى إعلاء صوت العقل والضمير، وإنقاذ المنطقة من شبح الحرب.