فرنسا تُعلن بصوت مرتفع.. التفاوض أو فتح بوابات الجحيم بالشرق الأوسط|خاص

خرج وزير الخارجية الفرنسية، بعد توجيه الضربة الأمريكية لإيران لمُنشآتها النووية ليعُن ما تبقي من اتزان أوروبي أن لا حل للملف النووي الإيراني ولا لانتهاء الحرب بين إسرائيل وإيران إلا بالتفاوض، وإذا لم تخضع كل الأطراف لطاولة المفاوضات وتقدم التنازُلات سوف يتم فتح أبواب للجحيم أمام كل الدول بالشرق الأوسط ويطال نار الحرب بلاد كُبري وأطراف أُخرى تُضاف للحرب.
تصريحات مُستهلكة

من جانبه، أكد علاء السعيد خبير العلاقات الدولية، والمُتخصص في الشأن الإيراني، في تصريح خاص لـ "بلدنا اليوم" على أن تصريحات وزير الخارجية الفرنسية بشأن الملف النووي الإيراني والحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل التي اشتركت فيها أمريكا اليوم بضربة موجهة للمُنشآت النووية بالداخل الإيراني، يبدو عليها أنها تصريحات مألوفة ومُستهلكة من فرنسا والدول الأوروبية، فمن الطبيعي أن يكون حل الحرب سيكون من خلال المفاوضات للوصول إلى حل دبلوماسي بعيدًا عن الحلول العسكرية.
وأشار علاء السعيد، إلى أن هذا التوقيت تحديدًا هو أشبه برسالة استغاثة من فرنسا تُرمى في بحر اللهب، فرنسا لم تُستشر في الضربة ولم تُحسب لها كلفة، فقررت أن تُذكر الجميع بأن الحرب لا تُنهي الملفات بل تفتح أبوابا لا تُغلق، فطهران لا تُصدق ذلك غالبا، وهي ذروة خطابها الثوري، وتتهم تل أبيب أقل من أن تُبطئ قصفها لأجله، أما واشنطن فهي الآن في وضع من قرر أن يُكمل الجولة بدلا من إسرائيل أو تُساعدها، ثم يُفاوض بعد أن يُفرغ ما في جعبتهُ، لكن فرنسا لا تُراهن على الردود، بل تُحاول أن تقول سجلوا موقف عقلانيا واحدا وسط هذا الجنون.
وأكد السعيد، على أن لمن لا يفهم المعنى، أن تصريحات فرنسا ليست حبا في طهران ولا خوفا من إسرائيل بل محاولة فرنسية للحفاظ على فتات الدور الأوروبي في منطقة تتنازعها القاذفات والطائرات المسيرة وموجات الكراهية في كل مكان بالمنطقة، حيثُ أن في النهاية التفاوض ليس خيار لكنهُ حتى الآن الخيار الوحيد لم يصنع نكبة جديدة، فالعالم لا يحتمل عراقا آخر، ولا نكسة نووية ولا جبهة عربية تُضرب وتدفع الثمن.