تربوي يكشف سبب غضب طلاب الثانوية العامة من امتحان اللغة العربية

امتحان اللغة العربية .. كشف الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس والخبير في الشؤون التعليمية، عن الأسباب التي دفعت عددًا من طلاب الثانوية العامة إلى التعبير عن استيائهم من امتحان اللغة العربية للعام الدراسي 2024/2025، والذي جاء كأول اختبار في جدول امتحانات المواد الأساسية.
تحليلاً تفصيليًا لطبيعة امتحان اللغة العربية
وأوضح الدكتور شوقي، في تصريحات تناول فيها تحليلاً تفصيليًا لطبيعة الامتحان، أن الامتحان احتوى على عدد كبير من الأسئلة، حيث بلغ إجمالي عددها 55 سؤالاً، بينها 51 سؤالًا من نوعية "الاختيار من متعدد" و4 أسئلة مقالية.
وأشار إلى أن هذا العدد المرتفع من أسئلة امتحان اللغة العربية، إلى جانب احتواء الامتحان على نصوص وقطع قراءة طويلة نسبيًا، سواء في فروع القراءة أو النصوص الأدبية أو النحو، تطلب من الطالب قراءتها بدقة وربما العودة إليها أكثر من مرة لفهمها بشكل جيد، ما شكل عبئًا زمنيًا على الطلاب خلال فترة الامتحان.
وأضاف أن بعض الأسئلة كانت مرتبطة مباشرة بهذه القطع، ما استلزم من الطالب قدرة على الربط والتحليل، وهي مهارات تتطلب وقتًا ذهنيًا أطول من الأسئلة المستقلة أو المباشرة.
كما أوضح أن بعض فروع مادة امتحان اللغة العربية ، مثل النحو والبلاغة، شملت أسئلة تقيس المهارات العقلية العليا، مثل التحليل والتركيب والاستنتاج، مما زاد من مستوى التحدي الذي واجهه الطلاب.
وأشار الدكتور شوقي إلى أن امتحان اللغة العربية تضمن أيضًا "نصوصًا متحررة"، أي نصوصًا غير واردة نصًا في الكتاب المدرسي، وهو ما استلزم من الطالب التعامل معها بتفكير نقدي وقدرة على استيعاب المعنى العام بسرعة، وهي مهارات تختلف من طالب لآخر، وقد لا تكون مفعلة بالشكل الكافي لدى جميع الطلاب.
وفي إطار العوامل المتعلقة بسلوكيات الطلاب خلال الامتحان، أشار الخبير التربوي إلى أن بعض الطلاب يميلون إلى التأني المفرط في الإجابة، مما يؤدي إلى استهلاك جزء كبير من الوقت دون إتمام كافة الأسئلة.

كما لفت إلى ضعف إدارة الوقت لدى البعض، حيث يقضون وقتًا طويلاً في محاولة حل الأسئلة الصعبة في البداية، متجاهلين الأسئلة الأسهل التي يمكن إنجازها سريعًا.
ومن بين الممارسات الأخرى التي تؤثر على الوقت، ذكر الدكتور شوقي ميل بعض الطلاب إلى الإسراف في الإجابة على الأسئلة المقالية، من خلال كتابة أكثر من فكرة أو إجابة – حتى لو لم تكن مطلوبة – وهو ما يستغرق وقتًا أطول دون فائدة تذكر.
وختم الدكتور شوقي تحليله بالإشارة إلى أن تقدير الزمن المناسب للإجابة على كل سؤال عادةً ما يكون من وجهة نظر واضع امتحان اللغة العربية، وليس بالضرورة ناتجًا عن دراسات تحليلية دقيقة لزمن الأداء، وهو ما قد يسبب تفاوتًا بين الزمن المتاح في الامتحان والزمن الفعلي المطلوب للإجابة، لا سيما في الامتحانات التي تعتمد على مهارات التفكير العليا أو النصوص غير المباشرة.
يُذكر أن طلاب الثانوية العامة من الشعبتين الأدبية والعلمية – وفق النظامين القديم والحديث – كانوا قد بدأوا ماراثون الامتحانات بأداء اختبار اللغة العربية، وذلك بحسب الجدول المعتمد رسميًا من وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني للعام الدراسي الجاري.