تصعيد المخاطر الجيوسياسية.. تداعيات ضرب إيران على الاقتصاد العالمي
أثار قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بعد شن هجمات على مُنشآت نووية في إيران ثلاث مُنشآت حيوية نووية في العمق الإيراني النووي، منشآت نووية في إيران والانخراط في الصراع الإسرائيلي الإيراني، موجة من المخاوف الجيوسياسية الجديدة.
وهدد بتقويض استقرار الاقتصاد العالمي الذي يُعاني بالفعل من هشاشة كبيرة وعامة وذلك وفقا لتحليل وكالة بلومبرج العالمية الأمريكية، حول تطور الأمور الاقتصادية والتجارية بسبب الحرب الدائرة في الشرق الأوسط والتي دخلتها أمريكا على الخط بعد ضربتها أمس في إيران.
الهجوم الأمريكي في إيران
أطلقت واشنطن على العملية أو الهجوم الأمريكي في إيران أسم عملية "رعد منتصف الليل"، حيثُ كانت الأسواق المالية وشركاء أمريكا التُجاريون يعتقدون أن ترامب يميل دائما إلى التراجع عن تهديداتهُ المتطرفة، وذلك كان قبل الهجوم.
وعلى الرغم من أن ترامب تتسم سياستهُ بالسياسة التُجارية الفوضوية بفرض رسوم جمركية عشوائية بشكل غير مدروس، ولكنهُ قام بالضربة المُستهدفة أماكن نووية في إيران، حيثُ قد أدت الضربة الأمريكية على إيران إلى ارتفاع الأسعار وتأثير ملحوظ على النمو الاقتصادي، إلا أن العواقب كانت تُصنف ضمن حالة خفيفة من فرط التعريفات الجمركية وتباطؤ اقتصادي، وليس ركودا شاملا، ولكنهُ في النهاية قد تأثر.
ولكن بعد قرار الرئيس الأمريكي بضرب إيران واستهداف المُنشآت النووية الإيرانية، وعلق عليه كثير من الاقتصاديين بانهُ قرار خاطئ ولن يكون في محلهُ، بالإضافة إلى أنتقاد الكونجرس لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنهُ يتنافي مع بنود الدستور الأمريكي الخاصة بصلاحيات الرئيس الأمريكي، وذلك يدل على تعنُت ترامب ومُساندتهُ لدولة إسرائيل.
تأثيرات مُباشرة
وأشارت بلومبرج إلى أن التأثيرات المباشرة لعملية رعد منتصب الليل على الاقتصاد العالمي ستتوقف بشكل كبير على طبيعة الرد الإيراني على أمريكا فهُناك كثير من السيناريوهات التي أكدتها عدد من التقارير الصحفية من خلال السياسيين الأجانب، ففي حال تصاعدت الأمور وردت إيران بقفلها مضيق هرمز، فإن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط مما يشكل صدمة إضافية لاقتصاد عالمي لا يزال متأثرًا بالرسوم الجمركية التي فرضها ترامب.
أربع مسارات محتملة للاقتصاد العالمي
حدد تقرير بلومبرج أربعة سناريوهات مُحتملة لمستقبل الاقتصاد العالمي في ضوء قرار ترامب نمهاجمة إيران واستهدافها للمُنشآت النووية في العمق الإيراني، فأول سيناريو هو أن هُناك دول أُخرى ترى أن استعداد ترامب للتحرك العسكري يُعد نذير شؤم، مما يدفع هذه العواصم إلى تقديم تنازُلات لواشنطن لتأمين صفقات تُجارية قبل انتهاء فترة تأجيل فرض الرسوم الجمركية، وذلك السيناريو هو ما يتمناه البيت الأبيض.
أما السيناريو الثاني يؤدي إلى أن إيران تذهب في طريق التصعيد وارتفاع كبير في أسعار النفط العالمي مما يخلق صدمة اقتصادية عالمية وصيفا من اضطرابات الأسواق المالية فيُقرر ترامب عدم زيادة الصدمة ويتوقف عن فرض الرسوم الجمركية، ومع ذلك يظل الضرر الاقتصادي حقيقة وسيستمر لفترة طويلة.
والسيناريو الثالث هو أن تتكاتف الولايات المتحدة ومعظم دول العالم للتخفيف من الآثار الاقتصادية من خلال مزيج من العمل الجماعي لتثبيت أسعار النفط والأسواق، وبروز روح تعاون جديدة.
أما السيناريو الرابع هو سيناريو كارثي، فيقرر ترامب أن المسار الجريء هو الأفضل، فتغلق إيران صادرات النفط الخليجية، فيضاعف ترامب الرسوم الجمركية، ويرتفع جدار التعريفات حول أكمبر اقتصاد في العالم إلى أعلى مستوى لهُ مُنذُ أواخر القرن التاسع عشر، فتنهار التجارة العالمية ويغرق العالم وأمريكا في ركود اقتصادي عميق.