مساعد وزير التربية والتعليم: تغيير مناهج اللغة العربية والتربية الدينية بالمرحلة الابتدائية

مناهج اللغة العربية والتربية الدينية .. أكد الدكتور أكرم حسن، مساعد وزير التربية والتعليم لشؤون تطوير المناهج، أن الوزارة شرعت في إجراء تغييرات جوهرية على مناهج اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية والمسيحية للمرحلة الابتدائية، في إطار جهودها الرامية لتطوير المحتوى التعليمي بما يتماشى مع متطلبات العصر، ويعزز القيم الأخلاقية في نفوس الطلاب.
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها أمام الجلسة العامة لمجلس الشيوخ، اليوم الاثنين، حيث شدد على أهمية إعادة الاعتبار للدور التربوي للمدرسة، والذي اعتبره جزءًا لا يتجزأ من وظيفة المؤسسة التعليمية، ولا يمكن التعامل معه كجانب ثانوي.
مناهج اللغة العربية والتربية الدينية
وأوضح مساعد وزير التربية والتعليم أنه سيتم تغيير مناهج اللغة العربية والتربية الدينية من خلال المنهجين الجديدين للتربية الدينية الإسلامية والمسيحية تم تصميمهما على أسس متكافئة، بحيث يعتمدان على القيم الأخلاقية المشتركة، بهدف ترسيخ السلوك القويم وتنمية روح التسامح والانتماء لدى الطلاب.
وأكد مساعد وزير التربية والتعليم أن مناهج اللغة العربية والتربية الدينية يُعد خطوة تمهيدية نحو إعادة النظر في قواعد النجاح والرسوب المتعلقة بمادة التربية الدينية.
وفي هذا السياق أشار إلى أن هناك مقترحًا مطروحًا داخل الوزارة يقضي باعتبار نسبة 65% حدًا أدنى للنجاح في مادة التربية الدينية، وهو مقترح وصفه بـ"الصائب"، ويجري دراسته بجدية، نظرًا لما تمثله المادة من أهمية بالغة في تنمية الوعي القيمي والأخلاقي للطلاب.
الدور التربوي ليس ترفًا
وشدد مساعد الوزير على أن وزارة التربية والتعليم ترى أن الدور التربوي للمدرسة لا يقل أهمية عن الدور التعليمي، مشيرًا إلى أن المدرسة ليست مجرد مكان لتلقي المناهج، بل هي الحاضنة الأساسية للنشء، والمكان الذي تُغرس فيه القيم، وتُبنى فيه الشخصية الوطنية المتزنة.
وقال: "لا يمكن للوزارة أن تتخلى عن هذا الدور أو تتنصل من مسؤولياتها التربوية، فالتعليم العصري لا يقوم فقط على نقل المعلومات، وإنما على إعداد جيل قادر على التفاعل مع مجتمعه، ويتحلى بالسلوك القويم والانضباط".

أزمة الانقطاع المدرسي ومظاهرها
وتطرق الدكتور أكرم حسن إلى التحديات التي تواجهها الوزارة على الأرض، مؤكدًا أن العزوف عن الذهاب إلى المدارس في الفترات الماضية ترك أثرًا سلبيًا واضحًا على سلوك الطلاب، وفتح المجال أمام مظاهر سلبية متعددة في المجتمع المدرسي.
وأضاف أن غياب الطلاب عن المدرسة لا يؤثر فقط على تحصيلهم العلمي، بل يحرمهم أيضًا من البيئة التربوية التي تسهم في تهذيب السلوك وتنمية الانضباط والالتزام، موضحًا أن الوزارة بدأت في العمل على معالجة هذه الظاهرة من خلال تطوير المحتوى التعليمي وربط الطالب أكثر بالمدرسة.
رؤية شاملة للمرحلة القادمة
وفي ختام كلمته، أكد مساعد الوزير أن الوزارة تمضي قدمًا في تنفيذ خطة شاملة لتطوير المناهج التعليمية، تشمل الجوانب المعرفية والقيمية معًا، في ظل إدراك تام أن مستقبل التعليم لا يقف فقط عند حدود الكتاب، بل يبدأ من بناء إنسان سليم الفكر والسلوك.
وشدد على أن عودة الطلاب إلى المدرسة هي جزء من هذه الرؤية المتكاملة، وأن الإصلاح الحقيقي للمنظومة يبدأ من الفصل الدراسي، ويعتمد على توازن بين التعليم والتربية، لبناء أجيال قادرة على تحمل المسؤولية والمشاركة الإيجابية في بناء الوطن.