مصر تتضامن مع قطر بعد الهجمات الإيرانية على القاعدة الأمريكية

تواصل د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة مع نظرائه في قطر والسعودية والبحرين والكويت والعراق والأردن، مساء الاثنين 23 يونيو 2025، للتباحث حول التطورات المتسارعة في ضوء الهجمات الإيرانية الأخيرة التي استهدفت الأراضي القطرية، وأثارت مخاوف إقليمية ودولية بشأن استقرار المنطقة.

وقال الوزير عبد العاطي، خلال هذه المحادثات الهاتفية، إن مصر تدين بأشد العبارات هذا الانتهاك السافر لسيادة دولة قطر الشقيقة، وتؤكد تضامنها الكامل مع الدوحة في مواجهة أي تهديد يمس أمنها القومي. 

وأضاف أن القاهرة ترفض كل أشكال المساس بسيادة واستقرار الدول العربية، مشدداً على أهمية ضبط النفس وخفض حدة التصعيد لتجنب انزلاق الأوضاع نحو مزيد من التوتر العسكري.

محاور الاتصالات والمواقف العربية

ناقش الوزراء  وهم كل من الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير خارجية قطر؛ والأمير فيصل بن فرحان، وزير خارجية السعودية؛ والدكتور عبد اللطيف الزياني، وزير خارجية البحرين؛ وعبد الله اليحيا، وزير خارجية الكويت؛ وفؤاد حسين، وزير خارجية العراق؛ وأيمن الصفدي، نائب رئيس الوزراء الأردني ووزير الخارجية  تداعيات الاعتداءات الإيرانية التي استهدفت قاعدة العديد الأمريكية في قطر، وما رافقها من استهداف قواعد أمريكية أخرى في العراق، وما تسببه من تهديد مباشر لأمن واستقرار الخليج والمنطقة العربية بأكملها.

واتفق الجميع على ضرورة التحرك الفوري عبر القنوات الدبلوماسية والإقليمية والدولية لتوحيد الجهود كخطوة أولى لاحتواء الأزمة، مؤكدين أهمية تعزيز الحوار بين الأطراف كافة وفتح مسارات للتفاوض حول خفض التوتر.

خلفية الأحداث وتأثيرها الإقليمي

تأتي هذه الاتصالات بعد ساعات من إعلان الحرس الثوري الإيراني إطلاق صواريخ على قاعدة العديد الجوية القطرية، في تصعيد وصفته الدوائر الغربية بأنه الأخطر منذ سنوات في الخليج. 

وأعقب ذلك إجراءات احترازية من قبل دول خليجية عدة، شملت إغلاق المجال الجوي وتوقيف بعض الرحلات الجوية.

من جانبها، دعت القاهرة المجتمع الدولي إلى الضغط على الأطراف الفاعلة لوقف إطلاق النار والعودة إلى منطق الحوار، محذرةً من أن استمرار التصعيد قد يفتح الباب أمام تداعيات أمنية غير مسبوقة تشمل مخاطر على الملاحة البحرية وأمن إمدادات الطاقة العالمية.

مصر والدور العربي المشترك
جاء موقف مصر داعماً للمبادرات العربية التي تصب في خدمة استقرار الإقليم، حيث سبق أن دشنت القاهرة أطر عمل دبلوماسية مشتركة مع دول الجوار لمتابعة أي تطورات أمنية في البحرين والكويت والإمارات. 

ويؤكد هذا التنسيق العربي فتح صفحة جديدة للتعاون السياسي والأمني، تهدف إلى حماية المصالح المشتركة وتعزيز التضامن الوطني العربي في وجه أي تهديد خارجي.

وتختتم الاتصالات بتأكيد الوزراء العرب على اللقاء القادم في إطار الجامعة العربية لبحث سبل تنفيذ الاتفاقات ومتابعة تطورات الأوضاع على الأرض، تمهيداً لعقد جلسة استثنائية لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية خلال الأيام المقبلة.