برلماني لـ«بلدنا اليوم»: الهدنة الإيرانية الإسرائيلية فرصة أخيرة من حرب عالمية ثالثة

قال النائب الدكتور إيهاب رمزي، عضو اللجنة الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، إنه يتمنى أن تكون الهدنة المعلنة بين إسرائيل وإيران هدنة حقيقية تعبّر عن نوايا صادقة لإنهاء الصراع المحتدم، مشددًا على أن هذه الهدنة قد تكون “الفرصة الوحيدة” لإنقاذ منطقة الشرق الأوسط، بل والعالم، من الدخول في حرب عالمية ثالثة.
وأضاف رمزي في تصريح خاص لـ "بلدنا اليوم"، أن على إيران أن تعي جيدًا عواقب هذا التصعيد، وأن تدرك أن هذه الهدنة تمثل فرصة ثمينة لها، كما هي فرصة لإسرائيل أيضًا، لأن ما يجري يجرّ المنطقة بأكملها إلى مسار بالغ الخطورة، مؤكدًا أن العالم بات يدرك تمامًا مدى خطورة هذه الحرب، وأهمية وقف إطلاق النار بشكل فوري ودائم.
وأوضح عضو مجلس النواب أن هذه الهدنة ليست مجرد لحظة تهدئة، بل هي نافذة يجب استغلالها من كافة الأطراف، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج، الذين يقع على عاتقهم مسؤولية ممارسة الضغوط السياسية والدبلوماسية اللازمة لدفع الجانبين نحو حل سلمي دائم ينهي حالة الحرب، ويحافظ على استقرار المنطقة.
وأشار رمزي إلى أن الضربة الإيرانية الأخيرة التي استهدفت قاعدة أمريكية في قطر مثّلت تحولًا خطيرًا في مسار الأزمة، وقال: “رأينا أن إيران كانت غير متزنة في توجيه ضربتها لقطر، لكن هذا يدخلنا في منعطف بالغ الخطورة، ونخشى أن تتأثر دول الخليج بهذا التصعيد وتجد نفسها متورطة في حرب ليست طرفًا مباشرًا فيها، مما قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بالكامل، ومصر جزء من هذا النسيج الإقليمي المتأثر بكل ما يحدث”.
وأكد رمزي أن التمسك بالهدنة في هذا التوقيت من شأنه أن ينقذ المنطقة من احتمال اندلاع حرب نووية، ويجنبها خسائر اقتصادية جسيمة، فضلًا عن إنقاذ أرواح بشرية لا حصر لها، مشيرًا إلى أن الأمر يتطلب قدرًا كبيرًا من الجدية في النوايا السياسية والدبلوماسية، محذرًا من أن استمرار العناد السياسي سيؤدي حتمًا إلى دمار شامل، سيكون الخاسر الأكبر فيه إيران والدول العربية.
وتابع النائب: “لا شك أن إسرائيل ستكون من الخاسرين أيضًا، لكنها تظل مدعومة من قوى كبرى على رأسها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بينما لا يوجد داعم حقيقي لإيران. ورغم ذلك، فإن إيران لم تُهزم بعد، ولا يمكن القول إنها خرجت خاسرة من هذه المواجهة حتى الآن، لكن ما نحتاجه هو تغليب صوت العقل والحكمة من جميع الأطراف”.
وشدد رمزي على أن إسرائيل تدرك جيدًا مدى خطورة ما أقدمت عليه، خاصة وأنها كانت الطرف البادئ بالتصعيد العسكري، بينما كانت إيران في موقف الدفاع عن النفس، على حد قوله. وأضاف: “الضربة الإيرانية للقاعدة الأمريكية في قطر كانت بمثابة نقطة فاصلة، وقد سرعت من إعلان الهدنة، رغم أن الولايات المتحدة كانت تنادي منذ البداية بوقف لإطلاق النار وتسعى لتثبيته”.
وعن تبادل الاتهامات بخرق الهدنة، قال رمزي إن الطرفين يتحملان مسؤولية هذا الخرق، معتبرًا أن استمرار هذا السلوك ستكون له عواقب وخيمة للغاية على المنطقة بأسرها، داعيًا إلى اعتبار الهدنة الحالية فرصة نادرة لاحتواء الموقف، ليس فقط لإيران وإسرائيل، بل أيضًا لأمريكا التي يمكنها أن تلعب دورًا حاسمًا في تهدئة الأوضاع.
واختتم النائب الدكتور إيهاب رمزي تصريحاته بالتأكيد على أن إسرائيل اعتادت خرق الاتفاقات وعدم الالتزام بالعهود، وقال: “تاريخ إسرائيل مليء بنقض العهود، وهو ما رأيناه مرارًا في تعاملها مع القضية الفلسطينية. إسرائيل تعهدت بوقف إطلاق النار مرات عدة ولم تلتزم. ولولا مصالحها المشتركة مع مصر، ووعيها بحجم ودور الدولة المصرية، لما احترمت اتفاقية السلام. الأمر ذاته ينطبق على هذه الهدنة، فلن تلتزم بها إلا إذا شعرت بجدية الردع والموقف العربي والدولي الموحد”.