خالد الجندي: حب الوطن فطرة إنسانية لا تنفصل عن الروح

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن حب الوطن يعد فطرة طبيعية تسكن وجدان كل إنسان، إذ يمثل الوطن الحياة والمستقبل والذكريات، ويغلف مشاعرنا بالانتماء والولاء والشعور بالحنين الدائم مهما احتاج الأمر لمغادرة الأرض لفترة.
وجاء ذلك خلال تقديمه برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع عبر قناة DMC، حيث استعرض عدة جوانب ترتبط بقيمة الوطن وكيفية إدراك الإنسان لمعناه الحقيقي.
وأشار الجندي إلى أن الوطن يتجاوز كونه مكان إقامة جغرافية أو حدود سياسية؛ فهو الزمان الذي يشمل الذكريات التاريخية والمناسبات الشخصية، وهو الحاضنة التي تحفظ الألفة والأمان عبر الأجيال، وهو المستقبل الذي يُبنى بالعمل والجهد للوصول إلى حياة كريمة.
وأضاف أنه عندما يبتعد الإنسان عن أرضه سواء بدافع العلاج أو التعليم أو العمل يزداد لديه الشعور بالحنين والشوق، مما يعكس ثبات حب الوطن حتى لو واجه صعوبات أو ابتلاءات.
وأوضح الجندي أن هذه الفطرة تظهر جليّةً عند العيش في الغربة، حيث يتجاوز الاشتياق حدود الوجع العادي، لاسيما في لحظات الأعياد أو المناسبات العائلية، فتبرز قيمة الوطن كوعاء للمشاعر والتجارب المشتركة.
ولفت إلى أن حب الوطن ليس مجرد شعور عابر، بل هو التزام أخلاقي واجتماعي يدفع الإنسان إلى المساهمة في تحسين أوضاع بلده، سواء عبر خدمات اجتماعية أو نشر الوعي أو التطوع في المبادرات المجتمعية، وبذلك يتحول الانتماء إلى فعل مستمر يتغذى من ذكريات الماضي وتطلعات المستقبل.
وأضاف الشيخ خالد الجندي: "الوطن هو المحبة الصافية التي تظهر في التعاون والتضحية والفداء عندما تستدعي الحاجة"، مشيرًا إلى أن الشعور بالولاء لا يقتصر على النخبة أو فئة بعينها، بل هو حق وواجب لكل مواطن تجاه مجتمعه.
وتمحورت نقاشاته أيضًا حول كيف يمكن للوسائط الإعلامية والبرامج الحوارية أن تعزز وعي الجمهور بقيمة الوطن، من خلال عرض قصص وتجارب لأفراد عاشوا تفاصيل الغربة وعادوا يغرسون خبراتهم في وطنهم.
وفي سياق متصل، تناول البرنامج دور التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي في ربط المغتربين بوطنهم عبر منصات تفاعلية تتيح تبادل الصور والذكريات والأخبار، ما يسهم في تقوية الشعور بالانتماء رغم المسافات.
وشدد الجندي على ضرورة حفظ الهوية الوطنية والتراث الثقافي من خلال التعليم والمبادرات المجتمعية، حتى يظل الوطن ينبض في ضمائر الجميع ويستمر دور الأجيال الجديدة في خدمة المجتمع وبناء المستقبل.
وفي نهاية الحلقة، دعا الشيخ خالد الجندي المشاهدين إلى التأمل في مفهوم الوطن وتقديره حق قدره عبر المشاركة الفعّالة في قضاياه اليومية، والمبادرة للارتقاء بالبيئة المجتمعية، وكذلك التذكير المستمر بقيمة التضحية بروح المواطنة الصادقة.
وبهذا، يظل الوطن ليس فقط مكانًا جغرافيًا، بل قصة مشتركة تنبض في دم كل فرد، حاملةً ذكريات الماضي وطموحات المستقبل ومتجددة بحب فطري لا يفنى.