بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

وليد شرابي.. لاجئ يبحث عن هوية بديلة بعد خيانة وطنه

وليد شرابي
وليد شرابي

خان حياد مهنة القضاء وانحاز سياسيًا بشكل صريح إلى جماعة الإخوان الإرهابية، الأمر الذي يتنافى تمامًا مع مهنة القاضي، ثم تخلّى عن مسئوليته الوطنية وهرب خارج مصر بعد خلافه مع النظام السياسي، واستمر نشاطه في إعلام المعارضة من الخارج، ليتحوّل من قاضٍ إلى ناشط سياسي له أجندات خارجية، إنه وليد شرابي قاضٍ مصري سابق برز اسمه بعد انضمامه إلى تيار “قضاة من أجل مصر” ليكن متحدثًا، وكان محسوبًا على جماعة الإخوان، وأعلن صراحة دعمه للرئيس محمد مرسي، وتم عزله من منصب القضاء وسافر إلى تركيا.

وعلى مدار الساعات الماضية تصدّر وليد الشرابي التريند، وبات حديث الأوساط السياسية المصرية بعد كتابته استغاثة للرئيس التركي بسبب معاناته في تركيا.

عرض مظلمة!

بأساليب الإخوان الرخيصة المتعارف عليها واللعب على المشاعر، حاول القاضي الهارب وليد شرابي كسب عطف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من خلال منشور له عبر فيسبوك، واستخدم عدة أساليب بلاغية ونفسية تهدف إلى التأثير على مشاعر الرئيس والجمهور المتابع، حيث حاول في خطابه للرئيس التركي الابتعاد عن الهجوم المباشر أو الإساءة لرموزها.

كما سلط الضوء على معاناته الشخصية والإنسانية، وأيضًا استدعاء الرمزية السياسية بذكره أنه كان من المدافعين عن تركيا خلال محاولة الانقلاب عام 2016، في إشارة إلى “الجميل” الذي قد يرى أنه يستحق عليه المعاملة بالمثل أو الإنصاف من الدولة التركية، كما حاول أيضًا اللجوء إلى خطوات احتجاجية درامية مثل إضرابه عن الطعام باحثًا عن مرجع قانوني وإنساني.

الخطاب بوضوح ليس فقط محاولة لعرض مظلمة، بل محاولة مدروسة لكسب تعاطف الرئيس التركي وإظهار نفسه كضحية للنظام الإداري لا للقيادة السياسية، وهو بذلك يمارس ما يشبه “مناشدة أخيرة” بعد أن ضاقت به السبل، لكنه في الوقت نفسه يتجنب كليًا أي هجوم مباشر على تركيا كدولة، إدراكًا لمخاطر ذلك على موقفه ومصيره.

وكتب شرابي منشورًا عبر فيسبوك، وجّه خلاله نداءً للرئيس أردوغان، يشكو فيه من التضييق الشديد الذي يتعرض له في تركيا منذ سنوات، شمل منعه من الإقامة والعمل والعلاج، ورفض إصدار جواز سفر أو السماح له بالمغادرة. وبعد تعرضه للاعتقال يوم 24 يونيو 2025، أعلن بدء إضراب مفتوح عن الطعام واعتصام دائم حتى يُسمح له بمغادرة تركيا أو يُعرض أمره على جهة مختصة.

 

إنهاء الاعتصام

ثم عاود كتابة منشور آخر، يؤكد خلاله إنهاء اعتصامه وإضرابه عن الطعام الذي استمر 48 ساعة، بعد تلقيه اتصالًا من مسؤول تركي رفيع، أسفر عن انفراجة في أحد جوانب أزمته.

وقال شرابي، إن اللقاء مع المسؤول التركي انتهى قبل نصف ساعة، وتم الاتفاق على خطوة أولى نحو الحل الكامل، موجّهًا شكره لمتابعيه على دعمهم، ولـ”النظام السياسي العاقل الذي غلّب القانون والود على القسوة والتنكيل”.

الشعور بالندم

من جانبه قال الدكتور هشام عبد العزيز، رئيس حزب الإصلاح والنهضة، إن ما نتابعه اليوم من مشاهد الندم والانهيار التي تصدر عن بعض رموز الجماعة الإرهابية وأهل الشر، ليس إلا نتاجًا طبيعيًا لمسار الخيانة الذي اختاروه لأنفسهم، حين وضعوا أنفسهم في مواجهة وطنهم وشعبهم، وارتضوا أن يكونوا أدوات لصالح أجندات خارجية سعت لتدمير الدولة المصرية.

وأكد عبد العزيز في تصريح خاص لـ “بلدنا اليوم”، أن محاولة التلويح بالمظلومية أو تصوير أنفسهم كضحايا، كما شاهدنا جميعًا موقف القاضي الهارب وليد شرابي، لا تمحو من سجلهم السياسي والوطني حقيقة أنهم انقلبوا على إرادة الشعب المصري، وسعوا لتفكيك مؤسسات الدولة، وتحالفوا مع من أرادوا بمصر شرًا، مشيرًا إلى أن التاريخ لا يرحم، والشعوب لا تنسى، ومن يخن وطنه لا يملك في النهاية سوى الرسائل الموجعة والاستجداء المرير.

وأضاف رئيس حزب الإصلاح والنهضة أن الدولة تخوض معركة وجود منذ سنوات ضد قوى متطرفة ومتآمرة، وأن هذه اللحظة التي يتساقط فيها من وصفوا أنفسهم بـ”الرموز” تباعًا ليست سوى تأكيد على أن مصر كانت على حق حين واجهت مشروع الفوضى، وأن الشعب المصري بوعيه ودولته القوية ومؤسساته الوطنية هو من أفشل تلك المؤامرة.

واختتم عبد العزيز تصريحه بأن مصير من خانوا الوطن وتاجروا بمستقبله لن يكون إلا العزلة والتشرّد، فالدول لا تقيم وزنًا لمن يبدّلون مواقفهم كلما تبدلت الرياح السياسية، وأن مصر اليوم أكثر قوة واستقرارًا من أي وقت مضى، لا تلتفت لهؤلاء، بل تمضي بثقة نحو المستقبل، بشعبها الذي يعرف من معه ومن عليه.

 

البحث عن هوية بديلة

من جهته، قال ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، إن الخطاب الذي وجهه المحامي السابق وليد شرابي إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يعكس مأساة الذين غادروا الصف الوطني واصطفوا مع مشاريع معادية لإرادة شعوبهم، فخسروا أوطانهم ومكانتهم، ووجدوا أنفسهم في عزلة سياسية وإنسانية.

وأكد الشهابي في تصريح خاص لـ “بلدنا اليوم”، أن شرابي الذي خرج من مصر عقب ثورة الشعب في 30 يونيو، بعد أن اتخذ مواقف معلنة ضد الدولة ومؤسساتها، لم يجد في تركيا – التي ظنها بديلًا عن وطنه – الحماية أو الكرامة، وهو اليوم يعاني من تضييق إداري وأمني دفعه إلى الاعتصام والإضراب عن الطعام، طلبًا لحق اللجوء إلى دولة تمنحه هويةً بديلة.

وأضاف الشهابي أن من يختار الاصطفاف مع الباطل، ويخالف إرادة شعبه، ويُسهم في بث خطاب التحريض والانقسام، لا بد أن يدفع ثمن هذه الخيارات، حتى وإن مرّت سنوات، فالتاريخ لا يُكافئ من يغادر أرضه ويهين هوية بلاده، وإنما يُعيدهم إلى المربع الأصعب: البحث عن انتماء بديل لا يتحقق.

وأشار إلى أن ما يواجهه وليد شرابي الآن ليس استهدافًا شخصيًا، بل نتيجة طبيعية لموقف سياسي اختاره بإرادته، متخليًا عن الوطن الذي فتح له أبواب القضاء، ثم الشعب الذي أسقط جماعته بعد أن كشف نواياها تجاه الدولة المصرية ومؤسساتها.

وتابع الشهابي: “اليوم، وهو يكتب خطابًا مؤلمًا يتحدث فيه عن الإهمال والمنع والملاحقة، لم يعد أمامه سوى أن يُقر ضمنيًا بأنه كان على خطأ، وأن الرهان على الخارج لم يكن سوى سراب، وأن الأرض التي تُدار فيها الأمور بمصلحة السياسة لا تمنح أحدًا شعورًا بالأمان أو الانتماء الحقيقي”.

واختتم رئيس حزب الجيل الديمقراطي تصريحه قائلًا: “مصر التي احتضنت أبناءها في كل المحن، لا تُقصي أحدًا إلا من اختار أن يبتعد عنها بإرادته. ومن قرر أن يُخالفها، لن يجد بديلًا يُنصفه. وستظل مصر بوصلتنا، وهويتنا، وحصن الأمان الذي لا يعرف قيمته إلا من فقده”

تم نسخ الرابط