بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

خبير اقتصادي يطرح رؤية جديدة لتحويل الترع إلى مشاريع للطاقة والغذاء (خاص)

خالد فواز
خالد فواز

أكد الدكتور خالد فواز، الخبير الاقتصادي، أهمية استغلال الترع المنتشرة في مصر والبالغ عددها حوالي 7738 ترعة كمورد استراتيجي لم يُستثمر بعد بشكل فعّال. 

وأوضح “فواز”، لـ“بلدنا اليوم”، أن هذه الترع يمكن أن تصبح أساسًا لإطلاق مشروعات قومية مبتكرة تدر عوائد اقتصادية وبيئية واجتماعية ملموسة، وتساهم في دعم الاقتصاد المصري وتعزيز الأمن الغذائي.

استثمار جوانب الترع في الطاقة الشمسية

 

اقترح الدكتور فواز تركيب ألواح شمسية على جانبي الترع، دون التأثير على الأراضي الزراعية المجاورة. يمكن وضع لوح شمسي واحد لكل متر طولي من الترعة، مما يعني أن ترعة بطول 2000 متر قادرة على استيعاب 2000 لوح شمسي. 

وبتنفيذ الفكرة على ترعتين سنويًا، يتم إنتاج ما يقرب من 1.4 ميجاوات من الكهرباء النظيفة، وهو ما يُسهم في تقليل الضغط على الشبكة القومية وتعزيز الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة.

توليد الطاقة من الانحدارات المائية

وأشار الخبير إلى إمكانية توليد الكهرباء باستخدام توربينات مائية صغيرة على مواقع الترع ذات الانحدارات الطبيعية. فمثلاً، يمكن لتوربينة واحدة بقدرة 10 كيلووات إنتاج نحو 86.4 ميجاوات ساعة سنويًا. 

ولفت إلى أنه مع تطبيق المشروع في 100 موقع، سيصل إنتاج الطاقة إلى 8640 ميجاوات/ساعة سنويًا، ما يدعم تشغيل محطات الري ومرافق القرى الذكية.

 

الاستزراع السمكي في الترع

واقترح فواز أيضًا تخصيص مساحات من الترع للاستزراع السمكي، مشيرًا إلى إمكانية إنتاج نحو 15 طنًا من الأسماك سنويًا من مساحة بطول 500 متر وعرض 3 أمتار فقط. 

وفي حال تعميم النموذج على 1000 ترعة، سيرتفع الإنتاج إلى 15 ألف طن سنويًا، وهو ما يعزز الاكتفاء الذاتي ويُقلل فاتورة الاستيراد.

عوائد اقتصادية واجتماعية كبيرة

 

وأكد الدكتور فواز أن المردود المتوقع من هذه المشروعات متنوع وواسع، حيث يشمل توفير فرص عمل للشباب في مجالات الطاقة والصيانة والاستزراع، بجانب تقليل نسب البطالة في القرى والمناطق النائية.

 

وأوضح أنه يأتي من بين مردود ذلك المشروع تحسين جودة البيئة عبر خفض الانبعاثات الكربونية، وجذب الاستثمارات الخضراء من مؤسسات محلية ودولية، وتعزيز الأمن الغذائي والطاقة داخل المجتمعات الريفية.

 

وشدد الخبير الاقتصادي، في ختام تصريحاته على أن الترع ليست مجرد ممرات مائية لري الأراضي، بل تمثل كنزًا استراتيجيًا مهملًا يمكن تحويله إلى رافد حيوي للاقتصاد الوطني. 

وأوضح أن إعادة التفكير في استثمار الترع بشكل متكامل سيُحدث نقلة نوعية في التنمية الريفية، ويُسهم في بناء مستقبل أكثر استدامة لمصر.

تم نسخ الرابط