بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

اللواء أحمد الشحات: اتفاق إسرائيل وإيران هش.. ومصر مطالبة باستباق التهديدات قبل انفجار جديد

اللواء أحمد الشحات
اللواء أحمد الشحات

مع الإعلان المفاجئ عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران برعاية أمريكية، تقف المنطقة أمام مفترق طرق جديد، حيث يسود الترقب المشوب بالحذر في العواصم الإقليمية، وفي مقدمتها القاهرة، فهل نحن أمام سلام طويل الأمد أم مجرّد هدنة تكتيكية؟، ولماذا يزداد الحديث عن تداعيات محتملة على الأمن القومي المصري؟.

في هذا السياق، حاورت بلدنا اليوم اللواء أحمد الشحات، الخبير في شؤون الأمن القومي، الذي يقدم قراءة دقيقة لخلفيات الاتفاق، وتداعياته على المشهد الإقليمي، وفرص احتوائه أو انفجاره من جديد، وفيما يلي نص الحوار:

كيف تقرأ إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران برعاية أمريكية؟ وهل يمكن اعتباره اتفاقًا دائمًا أم مجرد هدنة مؤقتة؟

من الواضح أن الولايات المتحدة لعبت دورًا رئيسيًا في وقف هذا المسار، خصوصًا بعد أن استنزف الطرفان قدراتهما في معركة طويلة، فالتوقيت جاء مناسبًا، خاصة بعد أن جرى استهداف البنية التحتية للمشروع النووي الإيراني، ما غيّر ميزان التصعيد. 

رغم كل ذلك، ما جرى ليس أكثر من اتفاق هشّ، لا يضمن سلامًا دائمًا، لأنه يجري في ظل إصرار إسرائيل على استكمال بنك أهدافها، وفي رأيي، فإن الحرب قد تُستأنف في أي لحظة، وإن بشكل محدود وليس شامل كما حدث في السابق.

في ظل هذا التطور ما فرص التصعيد مجددًا؟ وما التحديات التي تفرضها الهدنة على الأمن القومي المصري تحديدًا؟

المنطقة تعيش لحظة إعادة تشكيل جيوسياسي وأمني بقيادة أمريكية، وهناك محاولات لتغيير موازين القوى، فإسرائيل تسعى لتوسيع دائرة المواجهة خارج غزة، وربما إلى ساحات جديدة، وهذا يفرض تهديدات مباشرة وغير مباشرة على الأمن القومي المصري.

كما أن تهديدات الملاحة البحرية في مضيقي باب المندب وقناة السويس تمثل هواجس أمنية واقتصادية كبيرة، خاصة أن تلك المضائق تُمثل شرايين رئيسية للاقتصاد المصري والطاقة العالمية. 

مصر مطالبة باتخاذ مواقف واضحة وعادلة توازن بين مصالحها الإقليمية وموقعها الجيوسياسي، والأهم هو أنها تدرك أن القضية الفلسطينية هي أصل الأزمات في المنطقة، ولذا فإن أي تصعيد في غزة يهدد بإشعال بؤر توتر إضافية.

هل التهدئة بين تل أبيب وطهران ستنعكس على الملف الفلسطيني؟

بالتأكيد، ما جرى من نجاح أمريكي في تهدئة صراع بهذا الحجم بين إيران وإسرائيل يمكن أن يكون محفزًا لإعادة النظر في سبل إنهاء الحرب في غزة. 

لكن يجب أن نعي أن المصالح الأمريكية والإسرائيلية قد لا تتوافق دائمًا مع التهدئة في غزة، فوقف الحرب هناك يعتمد على مدى خدمة ذلك لمصالح واشنطن وتل أبيب أولًا، وليس فقط على اعتبارات إنسانية أو أمنية.

وماذا عن التحركات المصرية الدبلوماسية؟.. هل ما زال هناك مجال لتأثير مصري فاعل في ظل هذه التحولات؟

بلا شك، فمصر تلعب بأدواتها المتاحة سواء من خلال زيارات وزير الخارجية، أو اتصالات الرئيس مع العواصم الأوروبية، فهناك جهد دبلوماسي واضح لحشد المجتمع الدولي نحو وقف التصعيد، والتنبيه إلى أن استمرار التوتر قد يُهدد المنطقة بأكملها، وربما يُقحم السلاح النووي كأداة ضغط مستقبلًا، وهذا أمر بالغ الخطورة.

تم نسخ الرابط