العدالة تنتصر لأرواح الأبرياء..
المشدد 15 عاما لسائق سيارة حادث إقليمي المنوفية و5 سنوات لمالكها

في مشهد طال انتظاره، وبعد شهور من الألم والحزن الذي خيم على محافظة المنوفية، أسدلت محكمة جنايات شبين الكوم الستار على واحدة من أبشع حوادث الطرق التي شهدها الطريق الإقليمي، والتي راح ضحيتها 19 مواطنًا، وأصيب فيها 3 آخرون، بعدما قاد سائق سيارة نقل بمقطورة مركبته عكس الاتجاه تحت تأثير المخدرات.
حكم حاسم: 15 عامًا للسائق و5 سنوات للمالك
قضت المحكمة اليوم بالسجن المشدد 15 عامًا لسائق السيارة المتسببة في الحادث المروع، بعدما ثبت ارتكابه جريمة القتل الخطأ والإصابة الخطأ، نتيجة قيادته السيارة بطريقة تعرض حياة الآخرين للخطر، وبرخصة لا تجيز له قيادتها، إضافة إلى تعاطيه جوهري الحشيش والميثامفيتامين أثناء القيادة.
ولم يتوقف الحكم عند السائق فقط، بل طالت العقوبة مالك السيارة الذي سمح له بالقيادة رغم علمه بعدم حيازته لرخصة مناسبة، حيث قضت المحكمة بسجنه 5 سنوات جنائية، في خطوة اعتبرها الشارع المنوفي رسالة حاسمة لكل من يستهين بأرواح البشر.
اتهامات صادمة: مخدرات وسير عكس الاتجاه
كشفت أوراق التحقيقات أن السائق كان في حالة تخدير تام أثناء ارتكابه الجريمة، حيث تعاطى مواد مخدرة أفقدته القدرة على التحكم في مركبته، قبل أن يقرر تجاوز سيارة كانت أمامه، قاطعًا الحاجز الفاصل بين الاتجاهين، ليصطدم مباشرة بسيارة نقل ركاب تقل عددًا من المواطنين الأبرياء، لتحصد أرواح 19 شابًا ورجلًا وامرأة، وتترك 3 آخرين بين الحياة والموت.
تلفيات وإهمال جسيم.. تفاصيل مروعة عن يوم الحادث
لم تقف الكارثة عند سقوط الضحايا، بل تسببت الحادثة أيضًا في إحداث تلفيات ضخمة بممتلكات الغير، من منشآت على الطريق العام ومركبات كانت متوقفة.
وأكدت النيابة أن السائق ارتكب الحادث بمفرده، دون وجود عوامل خارجية، وأنه بتعمده السير عكس الاتجاه، وتحت تأثير المخدرات، شكل خطرًا جسيمًا على كل من كان بالطريق.
رأي النيابة: إهمال مشترك وسماح بالمخالفة للقانون
أثبتت تحقيقات النيابة العامة أن مالك السيارة كان شريكًا في الجريمة بإهماله المتعمد، بعدما سمح للسائق بقيادة السيارة دون رخصة، مع علمه بذلك، ليكون أحد أسباب الحادث، وأحد المسؤولين عن وقوعه، ما دفع المحكمة لتوقيع عقوبة السجن عليه.
أسر الضحايا: الحكم أنصفنا.. ولو بعد حين
عقب النطق بالحكم، سادت قاعة المحكمة مشاعر مختلطة بين دموع الفقد، وشعور محدود بالراحة لرد جزء من حق الضحايا، وقال أحد أهالي الضحايا: "حكم النهارده رجّع لينا جزء من كرامة ولادنا اللي ماتوا ظلم.. كنا بننتظر القصاص من اللي استهتر بحياتهم وموتهم ببشاعة".
درس قاسٍ ورسالة لكل مستهتر
اعتبر مراقبون قانونيون أن الحكم يعد رسالة قوية لكل من يستهين بأرواح الناس على الطرق، ولكل مالك مركبة يتغاضى عن شروط الأمان والسلامة، أو يسمح بمخالفة القانون دون تقدير لعواقب الأمور.
العدالة تحاول لملمة الجراح
ورغم أن الحكم القضائي لا يعيد الأحبة، ولا يمحو دموع الأمهات الثكالى، إلا أنه خطوة باتجاه إنصاف العائلات المنكوبة، ورسالة بأن أرواح الأبرياء لها قيمة لن تضيع سدى، وأن القانون قادر على ملاحقة المتورطين مهما طال الزمن.