سامي العدل.. "الخال الزملكاوي" الطيب والشرير وصانع النجوم

يمتلك موهبة متفردة وقدرة على تجسيد التناقضات، تنقل بين أدوار الشر والخير بسلاسة، تجده النصاب ورجل الأعمال والطيب والشرير، هو عميد عائلة العدل واحدة من أبرز العائلات الفنية في مصر، ومُنتج صاحب رؤية فنية، آمن بالجيل الجديد وساهم في صعود نجومه، هو الفنان سامي العدل الذي تمر اليوم ذكرى رحيله.

البدايات عند سامي العدل
ولد سامي العدل في 2 نوفمبر عام 1946 بقرية كفر عبد المؤمن التابعة لمركز دكرنس بمحافظة الدقهلية، قبل أن ينتقل مع أسرته إلى حي شبرا في القاهرة، وهناك نشأ وتفتحت موهبته الفنية ليتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ويبدأ مشواره الفني مطلع السبعينيات، وكانت أولى خطواته السينمائية مع فيلم "كلمة شرف" بجانب فريد شوقي، ثم شارك في عدة أفلام بأدوار ثانوية، من بينها "لا أنا عاقلة ولا مجنونة"، حتى جاءت انطلاقته الحقيقية من خلال مسلسل "السمان والخريف".

أفلام سامي العدل
في فترة الثمانينيات قدم سامي العدل مجموعة من الأفلام أبرزها "فوزية البرجوازية" و"فتوات السلخانة"، لكن ذروة تألقه كانت في التسعينيات، إذ شارك في أفلام أصبحت من علامات تلك المرحلة مثل "إشارة مرور"، و"أمريكا شيكا بيكا"، و"حرب الفراولة".
ومع بداية الألفية الجديدة، أصبح وجها مألوفًا في أفلام الشباب وشارك في العديد من الأفلام أبرزها "كلام في الحب"، "أحلى الأوقات"، "شورت وفانلة وكاب"، و"أريد خلعًا"، ليؤكد قدرته على التنوع ومواكبة الأجيال الجديدة.

المنتج الذي راهن على الشباب
لم يقتصر عطاؤه على التمثيل، فقد أسس في عام 1987 شركة "العدل جروب" التي أصبحت واحدة من أهم شركات الإنتاج الفني في مصر، وكان أول إنتاج للشركة فيلم "حقد امرأة"، وتوالت بعده الأعمال الناجحة، منها "حرب الفراولة" و"الدكتورة منال ترقص"، وقد عرف سامي العدل ببصيرته كمُنتج، إذ راهن على مواهب شابة، فأنتج ثاني بطولات محمد سعد المطلقة في فيلم "اللي بالي بالك"، كما قدم فيلم "فيلم ثقافي" الذي انطلق من خلاله الثلاثي أحمد عيد، وأحمد رزق، وفتحي عبد الوهاب، ليصبح الفيلم بوابتهم إلى النجومية.

نجم دراما
كان للتلفزيون حظ من موهبة سامي العدل وألقى في جعبته العديد من المسلسلات الدرامية أبرزها دوره المؤثر في "حديث الصباح والمساء" بشخصية "صادق آدم"، ودور "حسب الله" في "ريا وسكينة"، و"الشرشابي" في "شارع عبد العزيز"، وبفضل تنوع أدواره وموهبته الفطرية، تجاوز رصيده الفني 200 عمل، ما بين السينما والدراما.

الخال الزملكاوي
عرف سامي العدل بإنسانيته داخل الوسط الفني وخارجه وكان معروفًا بحبه لفعل الخير وسعيه الدائم للصلح بين الزملاء، ما منحه لقب "الخال" عن جدارة، ومن بين مواقفه النبيلة حين أهدى جائزة حصل عليها من مهرجان المسرح العربي إلى روح صديقه الراحل إبراهيم يسري، الذي رحل في نفس أسبوع تكريمه.
لم يكن الفن وحده هو عشقه بل كان نادي الزمالك يمثل له انتماءً وجداني ورغم وفاته، لا يزال أشقاؤه المنتج محمد العدل، والمخرج جمال العدل، والسيناريست مدحت العدل، يحرصون على إهداء أعمالهم إلى روحه، عرفانًا بدوره ومحبته التي لم تغيب.
الحياة الشخصية
تزوج سامي العدل 3 مرات؛ الأولى من الفنانة عفاف رشاد، وانفصلا سريعًا، ثم ارتبط بالفنانة نادية شكري وأنجب منها ابنته "رشا"، قبل أن تنتهي علاقتهما بعد عدة مرات من الانفصال والعودة، ثم تزوج من الفنانة ماجدة نور الدين، وأنجب منها ولدين هما "أحمد" و"خالد".

الرحيل
رحل سامي العدل في 10 يوليو 2015 عن عمر ناهز 68 عامًا، إثر أزمة قلبية حادة، ليغيب الجسد وتبقى الروح والفن والأدوار الشاهدة على حبه للفن وموهبته.