عمر الشريف وفاتن حمامة.. حكاية حب أسطورية من زمن الفن الجميل

يمر اليوم ذكرى رحيل الفنان العالمي عمر الشريف، وعلى الرغم من رحيله تبقى قصة حبه للفنانة فاتن حمامة خالدة والتي بدأت فصولها في كواليس فيلم صراع في الوادي عام 1954، وكان عمر الشريف لا يزال يُعرف باسم "ميشيل ديمتري شلهوب"، وعندما أبلغه المخرج يوسف شاهين بأن فاتن هي من اختارته ليكون بطل الفيلم أمامها، كانت تلك اللحظة بداية لحكاية لم تشبه أي حكاية أخرى في الوسط الفني.

شرارة الحب من صراع في الوادي
رغم أن فاتن كانت تضع حدود صارمة في اختياراتها الفنية، خاصة فيما يخص مشاهد القبلات، فإنها تخلت عن واحد من أهم شروطها الفنية في “صراع في الوادي”، وقبّلت عمر الشريف في المشهد الشهير الذي فتح الباب لقصة حب لاحظها العاملين في كواليس الفيلم، حتى أن شكري سرحان الذي سبق ورفضت فاتن تقبيله في فيلم “موعد مع الحياة” لم يُخفي دهشته، وكانت تلك القبلة حديث الوسط الفني، وتداولت شائعات حينها بأنها كانت السبب في انفصالها عن زوجها المخرج عز الدين ذو الفقار، الذي كانت قد أنجبت منه ابنتها “نادية”.

الحب ينتصر
كان والد عمر الشريف يرفض علاقته بفاتن، بينما والدته كانت من أشد المؤيدين له، أما فاتن فقد واجهت انتقادات بسبب كون “عمر” يهودي الديانة ويحمل اسم “ميشيل ديمتري شلهوب” وهي حساسية شديدة في وجدان الشارع المصري آنذاك.
“عمر” كان عاشقًا بحق وأشهر إسلامه وتزوج من “فاتن” في 1955 في حفل بسيط داخل منزل والدها، وانتقل الحب إلي الشاشة وبدأ الثنائي في تقديم مجموعة من أنجح أفلامهما أبرزها “ أيامنا الحلوة، صراع في الميناء، لا أنام، سيدة القصر” وكان آخرها “نهر الحب” 1960.

حب قتله طموح عمر
بعد 20 عامًا من الزواج فرق بينهما “طموح عمر” الذي ذاع صيته في السينما العالمية بعد مشاركته في “لورانس العرب” وقرر الاستقرار في أوروبا لمواصلة حلمه الفني العالمي، بينما اختارت “فاتن” العودة إلى مصر، حيث جمهورها وكيانها الفني والإنساني، وترددت حينها قيل أن من أسباب الانفصال أيضًا غيرتها عليه بعد الشهرة الكبيرة التي حصدها، لكن ما اتفق عليه الجميع هو أن الحب لم ينتهي حتى لو اختلفت المسارات.

الفراق
وقع الانفصال في عام 1974 رسميًا بعد أن أنجبت له ابنهما الوحيد "طارق" وبعد مرور عام تزوجت فاتن جمامة من طبيب الأشعة الشهير الدكتور محمد عبد الوهاب، وبدأت معه حياة هادئة بعيدة عن أضواء الفن، فيما بقي عمرالشريف وحيدًا ينتهز أي مناسبة ليصرح بأن فاتن كانت وستظل حبه الأول والأخير، وأنه لم ولن يتزوج بعدها.
سنوات الفراق لم تغير مشاعر “عمر” ناحية “فاتن” التي عندما تعرضت لأزمة صحية في سنواتها الأخيرة، حاول زيارتها، لكنها رفضت، احترامًا لمشاعر زوجها الدكتور محمد عبد الوهاب، كما التزم عمر الشريف الصمت، ورفض الحديث عنها في الإعلام مراعاة لنفس السبب.

الزهايمر لم يقترب من فاتن
رحلت فاتن في يناير 2015، ليبدأ في حياة عمر الشريف فصل جديد من الحزن حتى أنه توقف عن تناول الطعام لفترات طويلة وكأنه رفض الحياة بعد موت “فاتن” ومع تفاقم حالته الصحية أصيب بالزهايمر، وبدأ يفقد الكثير من ذكرياته، لكن الزهايمر لم يقترب من فاتن حمامة وظل يتذكرها ويردد اسمها وكأنها لا تزال موجودة.
وفي 10 يوليو من نفس العام لحق بها “عمر” لتنتهي فصول الحكاية لا تكتمل برحيل الثنائي معًا، وبين رحيلها ورحيله 6 أشهر فقط، لكنهما تركا وراءهما قصة حب لا تُنسى، وأفلام شاهدة على قصة الحب في الحقيقة وعلى الشاشة.