بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

«رغيف عيش لا يصلح للأكل».. مأساة يومية في قرية بالمنوفية والأهالي يستغيثون

صورة لرغيف الخبز
صورة لرغيف الخبز

في قرى محافظة المنوفية، حيث الأهالي البسطاء الذين يريدون أن يحصلوا على حقهم في رغيف خبز مدعم تصرفه الدولة له، لكن الأهالي في تلك القرية التابعة لمركز أشمون، خرجوا عن صمتهم حتى يعبروا عما حدث فيهم أمام المخبز البلدي.

رغيف "لا يؤكل" ولا يُحتمل

على طاولة خشبية مهترئة بجوار مخبز شبه بدائي، وقفت أم محمود، سيدة خمسينية من سكان القرية، وهي تتأمل أرغفة خرجت لتوها من المخبز، لم تكن هذه الأرغفة ذهبية اللون أو تفوح منها رائحة الخبز الطازج كما اعتاد الأهالي، بل كانت أشبه بكتل مطاطية، بلا طعم ولا رائحة، تخالطها بقع سوداء من الاحتراق، وأطرافها أشبه بعجينة معجونة بالتراب، وتقول "بقينا نحط الرغيف في الميه عشان نعرف نبلعه.. دا مايتاكلش".

"أكلك منين يا سحلة؟"

أما عماد عاشور، أحد أبناء قرية شطانوف، التابعة لمركز اشمون، فوقف يحمل رغيفًا بين يديه، يقلبه كمن يبحث فيه عن بقايا صلاحية للطعام، قبل أن ينفجر قائلاً بلهجته البسيطة:"أكلك منين يا سحلة؟ دا مايتقالش عليه عيش.. دا جريمة"، في تعبير صادق عن حالة الغضب والسخرية الممتزجة بالقهر، يعكس هذا التعليق الشعبي أزمة متكررة لم تعد تحتمل المراوغة أو التجاهل.

شكاوى بلا استجابة

تتكدس شكاوى المواطنين داخل دفاتر الشكاوى بمجلس المدينة، ويتحدث الأهالي عن وعود متكررة بتطوير المخابز ومتابعة جودة الخبز، لكنها — على حد وصفهم — لا تتجاوز حدود الوعود،"بقينا بناكل التراب على إنه عيش.. والناس ساكتة عشان مافيش بديل"، يقول الحاج احمد محمود، أحد كبار القرية.

الخبز الرديء.. أزمة أجيال

لم تتوقف الأزمة عند شكل الخبز وطعمه، بل امتدت إلى تأثيراته الصحية، حيث أشار بعض الأهالي إلى إصابة أبنائهم بآلام معوية بسبب سوء جودة الأرغفة، يقول حسن عبد المنعم، معلم بالأزهر الشريف وأحد المتضررين: " زمان كان الرغيف ريحته تملأ الحارة.. دلوقتي طعمه وحش وبيوجع البطن.. وولادنا مش لاقيين ياكلوا".

مناشدات بتدخل فوري

يطالب أهالي القرية اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية، بالتدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتكثيف حملات التفتيش على المخابز بالقرى، وتطبيق العقوبات الصارمة ضد المخالفين، حفاظًا على صحة المواطنين وكرامتهم.

الأزمة في أرقام

بحسب بيانات غير رسمية من بعض الوحدات المحلية، فإن نسبة شكاوى جودة الخبز في القرى التابعة لأشمون ارتفعت بنسبة 60% خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، في ظل شكاوى متكررة من قلة وزن الرغيف وسوء عجينته.

تم نسخ الرابط