المسرح المصري تحت المجهر.. ندوات فكرية تثري الدورة الـ18 للمهرجان القومي

ينطلق المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الثامنة عشرة وسط زخم من الفعاليات الفكرية والثقافية التي لا تقل أهمية عن العروض المسرحية، حيث تفتتح سلسلة الندوات المصاحبة للمهرجان بأجندة غنية تضم موضوعات نقدية وفكرية تتناول التحولات التي يشهدها المسرح المصري في ضوء التغيرات الاجتماعية والثقافية المعاصرة، وتنظم هذه الندوات ضمن البرنامج الثقافي المصاحب للمهرجان، الذي يعقد هذا العام تحت شعار “في كل مصر”، برعاية وزارة الثقافة المصرية، برئاسة الدكتور أحمد فؤاد هنو، ويترأسه فنيا النجم محمد رياض.

اليوم الأول: المسرح في مواجهة التحولات المجتمعية

في يوم الأحد 13 يوليو 2025، تعقد ندوتان مهمتان داخل المجلس الأعلى للثقافة بدار الأوبرا المصرية، تبدأ أولاهما في تمام الساعة الخامسة مساءً تحت عنوان:

“التغيرات الاجتماعية وأثرها على أشكال التعبير المسرحي”، وتدار الندوة بواسطة د. محمد دوير، ويشارك فيها كل من: د. سيد علي إسماعيل، ود. محمد زعيمة، حيث يتناول النقاش كيف أثرت التحولات المجتمعية والسياسية على لغة المسرح، وأساليبه، وتوجهاته البصرية والفكرية.

الندوة الثانية في اليوم ذاته تأتي تحت عنوان:

“التوجه المؤسسي ودوره في تشكيل الذوق المسرحي العام”، ويديرها عماد مطاوع، ويشارك فيها رشا عبد المنعم، أشرف عزب، ومحمد الطايع، حيث يناقش المتحدثون الدور الذي تلعبه المؤسسات الفنية والثقافية الرسمية وغير الرسمية في توجيه ذائقة الجمهور وإنتاج المحتوى المسرحي.

 اليوم الثاني: النص المسرحي بين التحول والتجريب

أما في الاثنين 14 يوليو 2025، فتُفتتح الفعاليات بندوة بعنوان:

“تحولات النص المسرحي المعاصر”، بإدارة السيد فهيم، ويشارك فيها عدد من الكتاب والنقاد منهم: أحمد الملواني، رشا عبد المنعم، د. رضا عطية، ود. محمود سعي، حيث يطرح النقاش أبعاد التجديد في بنية النص المسرحي وتوجهاته الفكرية والجمالية في السنوات الأخيرة.

تختتم ندوات اليوم الثاني بندوة تحمل عنوان:

“النص المسرحي الجديد: شهادات وتجارب”، يديرها د. عبد الكريم الحجراوي، بمشاركة سامح عثمان، صفاء البيلي، محمد السوري، ومحمد علي إبراهيم، ويقدم المتحدثون شهاداتهم الشخصية وتجاربهم مع الكتابة المسرحية الحديثة، ما يفتح نافذة على التفاعل الحي بين المبدع والجمهور في مشهد يتطور باستمرار.

تؤكد هذه الندوات على البعد الفكري العميق للمهرجان القومي للمسرح المصري، الذي لم يكتفِ بالعروض الفنية فقط، بل أصر على خلق منصة للنقاش والتفكير في قضايا المسرح الحيوية، وبحضور نخبة من الأكاديميين والممارسين، تضع هذه اللقاءات أسئلة حقيقية أمام صناع الفن والمجتمع معا حول المستقبل الإبداعي للمسرح المصري والعربي في ظل متغيرات لا تتوقف.