بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

بين الألم والأمل.. رحلة مرضى الغسيل الكلوي داخل مستشفيات المنوفية

الوصلات الشريانية
الوصلات الشريانية للغسيل الكلوى

في كل يوم، تتكرر المشاهد ذاتها داخل وحدات الغسيل الكلوي بمستشفيات محافظة المنوفية، وجوه مرهقة، أنفاس متقطعة، أذرع موصولة بالأجهزة، وأمل لا ينطفئ في يوم جديد دون معاناة، بين الورديات والمواعيد المتأخرة، يقضي مئات المرضى ساعات طويلة بين جدران المستشفيات الحكومية، في رحلة قاسية يفرضها مرض الكلى.

ثلاث ورديات.. ومعاناة تبدأ قبل دخول الوحدة

في مستشفى أشمون العام، تبدأ أول وردية للغسيل الكلوي في السادسة صباحًا، تليها الثانية ظهرًا، ثم الثالثة منتصف الليل، يقول الحاج محمود السيد 63 عامًا: "أنا باجي من قريتي من 5 الفجر علشان آخد دوري، لو اتأخرت، بستنى للورديه اللي بعدها، وساعات ممكن أروح من غير غسيل لو الزحمة جامدة"، ذات المعاناة تتكرر في مستشفى سرس الليان ومستشفى تلا المركزي، حيث تشهد وحدات الغسيل ازدحامًا يفوق الطاقة الاستيعابية، في ظل تزايد أعداد المرضى وضعف عدد الأجهزة.

انتظار بالساعات وأجهزة مرهقة

وسط الوحدة، يجلس المرضى على كراسي متحركة وأسِرّة حديدية، بانتظار دورهم في الغسيل، تقول أم محمد 45 عامًا، مريضة منذ 7 سنوات: "أنا باجي يوم ويوم.. ساعتين ونص غسيل. نفسي أرتاح، الأجهزة قديمة وبتفصل كتير، وكل شوية مريض يستنى علشان الجهاز يشتغل تاني"، وبحسب أحد الفنيين بالوحدة طلب عدم ذكر اسمه: "عدد الأجهزة مش مكفي عندنا 16 جهاز، بنغسل بيهم أكتر من 50 مريض في اليوم، والتغيير أو الإصلاح بيأخد وقت طويل."

وردية منتصف الليل.. الأكثر قسوة

تعد وردية الغسيل ما بعد منتصف الليل هي الأصعب نفسيًا وبدنيًا، حيث يضطر مرضى من القرى البعيدة للانتظار حتى الفجر، يقول الحاج حسن رجب 70عامًا  من إحدى قرى تلا: "أنا باجي مع ابني من الساعة 9 بالليل، بنستنى على الرصيف لحد ما ييجى دورنا 2 الصبح، ده موت ببطء، واللي معندوش عربية يركب توك توك بـ 200 جنيه."

مطالب بتحديث الأجهزة وتوفير وحدات قروية

يطالب الأهالي والمسؤولون الصحيون بزيادة أعداد أجهزة الغسيل الكلوي بالمستشفيات، مع فتح وحدات جديدة في القرى والمراكز الكبيرة، ويقول أحد أخصائي أمراض الكلى: "لازم توفير وحدات قروية مصغرة، لتقليل الضغط على المستشفيات المركزية، ده هيقلل الزحام وهيوفر على المريض مشقة التنقل."

كلمة أخيرة:

في ظل الجهود المبذولة لتحسين المنظومة الصحية، تظل رحلة مرضى الغسيل الكلوي قضية إنسانية بالغة القسوة، ساعات انتظار طويلة، وأجهزة مرهقة، وتكاليف نقل تثقل كاهل الأسر، ويبقى أمل المرضى في أن تمتد إليهم يد الدولة بتوسيع الخدمة وتحديث الأجهزة، ليحيا هؤلاء حياة آدمية كريمة وسط رحلة علاجهم القاسية.

تم نسخ الرابط