حماية تبدأ من الصغر.. رحلة تطعيمات الأطفال في الوحدات الصحية بالمنوفية

في صمتٍ يومي لا يشعر به الكثيرون، تدور داخل الوحدات الصحية الريفية والمراكز الطبية بمحافظة المنوفية، معركة صغيرة لكنها حاسمة لحماية الأجيال القادمة من أمراض قاتلة، حملات تطعيم الأطفال باتت واحدة من أنجح الخدمات الصحية التي تحافظ على صحة الصغار وتحميهم من أمراض قد تهدد حياتهم في المهد.
وحدات الصحة الريفية.. الأمل في القرى
داخل قرى المحافظة، تتوافد الأمهات مع أطفالهن الرُضَّع إلى الوحدات الصحية وفق جداول تطعيمات معتمدة من وزارة الصحة، وفي وحدة صحة الأسرة بقرية شنوان مثلًا، يبدأ استقبال الأطفال من الثامنة صباحًا وحتى الواحدة ظهرًا، وسط متابعة حريصة من طاقم التمريض، وتقول الحاجة أم علاء، والدة طفل يبلغ من العمر 4 شهور: "باجي مع كل جرعة تطعيم.. الناس هنا بتعاملنا كويس وبيطمنوا على الطفل قبل وبعد التطعيم."
جدول منتظم وخدمات مجانية
تقدم الوحدات الصحية مجموعة تطعيمات إجبارية مجانًا للأطفال منذ الولادة وحتى عمر عام ونصف، ضد أمراض شلل الأطفال، والدرن، والحصبة، والدفتيريا، والتيتانوس، والالتهاب الكبدي "B" وغيرها.
وأكد مدير الطب الوقائي بمديرية الصحة بالمنوفية: "لدينا جدول قومي محدد.. وتطعيماتنا تصل بنِسَب تغطية عالية تتجاوز 95% من الأطفال المستهدفين."
حملات قومية دورية
بجانب الجداول الدورية، تطلق وزارة الصحة بالتنسيق مع مديرية الصحة حملات تطعيم قومية ضد شلل الأطفال والحصبة بشكل سنوي أو نصف سنوي، عبر فرق طبية تجوب المنازل والمراكز والوحدات والمدارس، وتقول الممرضة منى عبد الرحمن، إحدى أعضاء الفريق الطبي: "بنمشي في الشوارع والبيوت ونطعم كل طفل تحت 5 سنين.. ده شغل وطني قبل ما يكون مهني."
معوقات ومطالب بتطوير الخدمة
رغم النجاح الكبير، إلا أن عددًا من الأهالي أعربوا عن رغبتهم في زيادة عدد الفرق الطبية في القرى الكبيرة وتقليل أوقات الانتظار أمام الوحدات، خاصة في أيام الحملات، قال عصام عبد الحليم، من أهالي قرية ميت خاقان: "في أيام بيبقى زحمة قوي.. نفسي يزودوا التمريض أو يفتحوا الوحدة من بدري."