بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

وداع حزين في زاوية بمم بالمنوفية .. حين توقفت المياه عن الرقص حزناً على الكابتن محمود عبدالغني

الكابتن محمود عبدالغنى
الكابتن محمود عبدالغنى

 

عم الحزن ارجاء قرية زاوية بمم التابعة لمركز تلا بمحافظة المنوفية، وتوقفت القلوب للحظة عن النبض، حين جاء النبأ الذي لم يتخيله أحد من محبيه وهو وفاة الكابتن محمود عبدالغني، لاعب الفلاي بورد الشهير، بعد سقوطه المفاجئ أثناء عرض مائي كان يقدمه أمام الجمهور.

كان محمود بالنسبة لأهل قريته أكثر من مجرد شاب رياضي، بل كان الابتسامة التي لا تغيب عن وجهه، واليد التي تسبق الجميع للمساعدة، والصوت الذي يعلو في المناسبات بالأفراح، ويواسي في المآتم، 

استطاع بموهبته الاستثنائية في رياضة الفلاي بورد أن يصنع لنفسه اسمًا وسط نجوم هذه الرياضة الحديثة، حيث جذب الأنظار إليه في البطولات والعروض، بفضل مهاراته الفريدة التي جعلت المياه تتراقص تحت قدميه.

رحلة قصيرة.. لكنها تركت أثرًا

ولد محمود عبدالغني في قرية زاوية بمم التابعة لمركز تلا بمحافظة المنوفية، ونشأ وسط أسرة بسيطة معروفة بحسن الخلق، تعلق منذ صغره بالمياه والسباحة، حتى اكتشف عالم الرياضات المائية، وتحديدًا "الفلاي بورد"، تلك الرياضة التي تعتمد على الطيران فوق سطح الماء باستخدام دفع مائي قوي.

لم يكن طريقه سهلاً، فوسط ندرة الإمكانيات في قريته، وغياب الدعم، قرر الشاب الطموح ألا يدفن حلمه، حتى تعلم، واجتهد، وسافر، وشارك في العديد من العروض والبطولات، وكان حلمه أن يرفع اسم قريته ومحافظته عاليًا في هذه الرياضة.

الحادث الذي أوجع الجميع

في عرض مائي كبير، حضره عدد كبير من محبي رياضات المغامرة، كان الكابتن محمود يقدم واحدة من أخطر حركات الفلاي بورد، وبينما الجمهور يتابع العرض في انبهار، اختل توازنه فجأة أثناء ارتفاعه عن سطح المياه، ليسقط من ارتفاع كبير وسط صدمة الحضور.

ورغم محاولات الإسعاف السريعة، فارق الشاب الموهوب الحياة متأثرًا بإصاباته، تاركًا وراءه حزنًا كبيرًا في قلوب محبيه، وألمًا يصعب على الجميع تجاوزه.

جنازة مهيبة ووداع يليق بالأبطال

تحولت قرية زاوية بمم يوم الجنازة إلى ساحة حزن مفتوحة، توافد المئات من أبناء القرية والقرى المجاورة لتوديع ابنهم وامتدت طوابير المشيعين، وارتفعت أصوات البكاء والدعاء.

ذكريات لا تُنسى

يحكي أحد أصدقائه أن محمود عاشقًا للمياه، يقول دومًا إنه يشعر بحريته وهو في عرض البحر، ولم يكن يخشى المغامرة، وكان يحلم بأن يؤسس أكاديمية لتعليم الأطفال والشباب الفلاي بورد في المنوفية."

رحل الجسد.. وبقي الأثر

رحل الكابتن محمود عبدالغني، لكن بقيت سيرته العطرة، وموهبته التي أذهلت الجميع، وحلمه الذي ربما يتحقق يومًا على يد من أحبوه، وقررت بعض الجمعيات الرياضية تبني مبادرة تحمل اسمه، لدعم رياضات المغامرة المائية في مصر، تخليدًا لذكراه.

تم نسخ الرابط