من دموع الحزن إلى لافتات الخلود.. «بنات العنب» يصبحن أيقونة كفر السنابسة بالمنوفية

في قرية صغيرة تحمل بين شوارعها عبق التاريخ، وقلوب أبنائها ذكريات لا تُنسى، شاء القدر أن يخلّد أسماء 18 فتاة من أبناء كفر السنابسة التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، اللاتي لقين حتفهن في حادث مأسوي يعرف بـ"حادث بنات العنب"، تحولت مأساتهن إلى قصة وفاء باقية في ذاكرة الأهالي.
في لفتة إنسانية عميقة، أطلقت الإدارة التعليمية بمنوف بمحافظة المنوفية، تنفيذًا لتوجيهات اللواء إبراهيم أبو ليمون، محافظ المنوفية، أسماء "شهداء لقمة العيش" على لافتة مدرسة كفر السنابسة الإعدادية، ليظل اسمهن محفورًا فوق جدران المدرسة التي طالما شهدت ضحكاتهن يومًا ما، ولتصبح قصتهن جزءًا من ذاكرة الأجيال القادمة.
استقبل محافظ المنوفية أسر الضحايا داخل مكتبه، في لقاء ساده الحزن والدعاء والامتنان،ولم يكن مجرد لقاء بروتوكولي، بل مساحة من المواساة الصادقة والدعم الحقيقي، بحضور اللواء عبدالله دياب، السكرتير العام، وخالد النمر، السكرتير العام المساعد، والنائب محمود شرارة، عضو مجلس الشيوخ.
لم يتوقف الأمر عند اللافتة، بل توالت القرارات الإنسانية؛ حيث أصدر المحافظ القرار رقم 978 لسنة 2025 بتخصيص قطعة أرض على مساحة 4800 متر مربع لصالح مديرية الشباب والرياضة، لإقامة مركز شباب يحمل اسم شهداء الحادث، خطوة تحمل في طياتها دعمًا لأبناء القرية، ومساحة أمل وسط وجع فقد الأحبة، كما أعلن عن قرب إقامة نُصب تذكاري داخل المدرسة يحمل أسماء الفتيات الأربع، ليصبح شاهدًا صامتًا على الحكاية، ورسالة محبة ووفاء من بلدتهن.