مصر تقترب من إنتاج الكهرباء بالطاقة الذرية .. آخر تطورات التعاون المصري الروسي لإنشاء محطة الضبعة
مصر تقترب من إنتاج الكهرباء بالطاقة الذرية.. آخر تطورات إنشاء محطة الضبعة

تشهد محطة الضبعة النووية تطورات متلاحقة تؤكد حرص و التزام الحكومة المصرية نحو الاعتماد على مصادر طاقة أكثر استدامة وسط متابعة من الأجهزة المعنية والتنسيق المستمر مع الجانب الروسي الذي يتولى تنفيذ المشروع من خلال شركة "روساتوم" العالمية.
وقد أعلنت هيئة المحطات النووية مؤخرًا عن تقدم كبير في تنفيذ المشروع تمثل في انتهاء أعمال الخرسانة الخاصة بالوحدة الرابعة وهي آخر وحدات المحطات الأربع وبهذا الخطوة تكون اكتملت المرحلة الإنشائية الأساسية لجميع المفاعلات بعد إنجاز المراحل نفسها في الوحدات الثلاث الأولى خلال الشهور الماضية.
متابعة مراحل تنفيذ مشروع محطة الضبعة النووية
وشهدت مدينة العلمين الأسبوع الماضي تطور جديد في مسار الشراكة المصرية الروسية بمجال الطاقة النووية مع استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي للمدير العام لمؤسسة "روسأتوم" الروسية أليكسي ليخاتشوف لمتابعة مراحل تنفيذ مشروع محطة الضبعة النووية وتأتي هذه الزيارة ضمن جدول أعمال رفيع المستوى شمل مناقشة مستجدات المشروع النووي المصري الذي يعد بمثابة نقلة نوعية في مستقبل الطاقة المصرية وشهدت الزيارة مراسم توقيع اتفاق تكميلي حكومي بين مصر وروسيا يتعلق بأعمال إنشاء المحطة وأنظمة التأمين الفنية الخاصة بها.
وتم خلال اللقاء توقيع عقد إضافي بين شركة "أتوم سترو أكسبورت" الروسية وهيئة المحطات النووية المصرية يوضح تفاصيل تصميم المشروع وآليات التنفيذ وعمليات التوريد والإنشاء.
طاقة نظيفة بأيدي مصرية
ويمثل مشروع الضبعة النووي إضافة نوعية إلى شبكة الكهرباء الوطنية وسيساهم في تعزيز قدرة الدولة المصرية على تأمين احتياجاتها من الطاقة خاصة مع ارتفاع الطلب المحلي وتغيرات سوق الوقود العالمي ويساهم أيضا في تنويع مصادر الطاقة عن طريق تقليل الاعتماد على المصادر التقليدية مثل الغاز والبترول.
التحول نحو الاقتصاد منخفض الانبعاثات
إضافة إلى ذلك يدخل المشروع ضمن الرؤية الحكومية للتحول نحو الاقتصاد منخفض الانبعاثات ويضع مصر في موقع تنافسي في ملف الطاقة النظيفة بما يشمل فرص تصدير الكهرباء مستقبلا لدول المنطقة.
ولا يقتصر دور المشروع على إنتاج الطاقة فحسب بل يمتد إلى بناء قدرات مصرية في مجال التكنولوجيا النووية حيث تم تدريب فرق من الكوادر المصرية في إطار خطة تستهدف نقل المعرفة ورفع كفاءة العاملين مع الالتزام بمشاركة الشركات المصرية في تنفيذ ما لا يقل عن 25 % من أعمال المشروع.
ومن المقرر أن توفر المحطة عبر 4 مفاعلات من طراز الجيل الثالث المطور بقدرة إجمالية تقدر بحوالي 4800 ميجاوات بمعدل 1200 ميجاوات لكل وحدة وتتميز هذه المفاعلات بمواصفات أمان عالية وكفاءة تشغيلية طويلة الأمد.
تمويل مرن وشراكة طويلة الأجل
تقوم روسيا بتمويل المشروع من خلال قرض قيمته 25 مليار دولار، يمتد على مدار 22 عامًا بفائدة سنوية قيمتها 3% على أن يبدأ السداد عام 2029 وقد تم الاتفاق مؤخرًا على سداد القرض بالروبل الروسي بما يعكس تحول كبير في نمط التبادل المالي بين القاهرة وموسكو.
شهد عام 2024 استكمال البنية التحتية للموقع النووي، من شبكات وطرق، إلى جانب تنفيذ الصبة الخرسانية للوحدة الرابعة، وتركيب مصيدة قلب المفاعل للوحدتين الثالثة والرابعة، ما يعكس التقدم الفعلي في مراحل التنفيذ على الأرض.
من السد العالي إلى الضبعة.. مسيرة ممتدة
يمثل مشروع انشاء محطة الضبعة النووية امتداد للتعاون المصري الروسي في المشاريع القومية كما كان الحال في ستينيات القرن الماضي خلال بناء السد العالي واليوم تعود هذه الشراكة بصيغة جديدة تتسق مع متطلبات المستقبل في ظل التحديات العالمية الخاصة بالطاقة والاستدامة.