بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

خطبة الجمعة اليوم عن قيمة الاتحاد وخطر الفرقة عبر العصور

خطبة الجمعة اليوم
خطبة الجمعة اليوم

تنشر “بلدنا اليوم” تفاصيل خطبة الجمعة اليوم الموافق 18 يوليو 2025، عن قيمة الاتحاد وخطر الفرقة عبر العصور، بداية من عصور الجاهلية مروراً بعثور الخلافة وانتهاء بعصور الأندلس، وكل قصة تحمل عبَرة لا تُنسى فهي ثروة دعوية وتربوية رائعة

ولنبدأ بالقصص الخالدة عن قوة الاتحاد وهلاك الفرقة

داحس والغبراء… حرب بسبب سباق!

كانتا قبيلتا عبس وذبيان، شريكتان في النسب والماء والمصير، خاضتا حربًا من أجل سباق خيول اسمه "داحس" و"الغبراء".
غدر طرف فاشتعلت الحرب، ودامت أربعين عامًا! خسائر لا تُعد، وأجيال ماتت قبل أن تُولد.

ثم صحوا، وقال كبيرهم: "ما وجدنا في الحرب إلا كل ندم، وما رأينا فيها نصرًا إلا بعد أن اجتمعنا."

صلاح الدين وتحرير القدس

حين كانت القدس في يد الصليبيين، كان المسلمون دولًا متنازعة لم يبدأ صلاح الدين الحرب فورًا، بل بدأ بـ توحيد مصر والشام والموصل.
لما صار المسلمون صفًا واحدًا، جاءت موقعة حطين، وانتصروا، وعاد الأقصى للمسلمين"إن النصر ليس في السيوف، بل في وحدة القلوب."

سعد بن معاذ والاتحاد في المدينة

حين هاجر النبي ﷺ إلى المدينة، كانت المدينة منقسمة بين الأوس والخزرج، ومعهم اليهود.
فآخى النبي بين المهاجرين والأنصار، وجعلهم **إخوة في الله**.

قال سعد بن معاذ للرسول ﷺ "لو أمرتَنا أن نخوض البحر لخضناه معك."

بهذا الاتحاد، انتصر الإسلام في بدر، وصمد في أحد، وامتد إلى مشارق الأرض.

 

يوم اجتمع العرب في اليرموك

كان الروم بعشرات الآلاف، والمسلمون قلة،لكنهم اتحدوا خلف راية واحدة، بقيادة خالد بن الوليد.

كان كل قبيل من العرب يقول: "نحن خلف خالد… وإن مزقتنا الرياح، لا نختلف عليه."

فانتصروا، وانهزم الروم، وفتح الشام، وأشرقت راية التوحيد.

سقوط الأندلس بسبب الفرقة

كانت الأندلس درة العالم الإسلامي لكنها سقطت، لا لأن العدو كان أقوى، بل لأن ملوك الطوائف تنازعوا، وتآمر بعضهم على بعض، حتى أن ملك إشبيلية استعان بالصليبيين ضد جاره المسلم!

وما زال التاريخ يردد: "لما تفرق المسلمون… ضاعت الأندلس!"

خلافة عمر بن عبد العزيز… باتحاد القلوب

في زمن عمر بن عبد العزيز، اجتمعت القلوب حول العدل، فعاش الناس في “وحدة أخلاقية” عظيمة.
حتى قيل: "كنا نخرج الصدقة، فلا نجد فقيرًا يأخذها."

هكذا يصنع الاتحاد، لا بالسيف، بل **بالعقيدة والرحمة**.

ودعونا نتذكر الشيخ الشعراوي وعبارته الذهبية: "لن ينتصر المسلمون إلا إذا صاروا كالمسواك… يقاتلون بجبهة واحدة!"

 خلاصة القول:الاتحاد سر الحضارة… والفرقة مفتاح الهزيمة، مصداقا لقول الله عز وجل "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم"
 (الأنفال: 46)

أما الجزء الثاني من الخطبة فقد تحدث عن قصص خالدة عن قوة الاتحاد وهلاك الفرقة

خالد بن الوليد.. ورفضه للفرقة حين عُزل

في موقعة اليرموك، وبعد أن قاد المسلمين من نصر إلى نصر، فوجئ خالد بن الوليد برسالة من الخليفة عمر بن الخطاب، بعزله من القيادة، وتولية أبي عبيدة.

 

فماذا فعل خالد؟ هل اعترض؟ تمرد؟ انسحب؟ لا، بل بكى فرحًا وقال: "والله ما قاتلتُ من أجل عمر، وإنما قاتلتُ من أجل هذا الدين!"

وظل يقاتل تحت راية أبي عبيدة بكل قوة، لأن وحدة الصف أغلى من المنصب والمكانة.

عمر بن الخطاب يوحد الأمة على القرآن

حين جاء الناس إلى عمر يقولون له: "يا أمير المؤمنين، إن الناس يختلفون في قراءة القرآن!"
فأمر بجمع الناس على مصحف واحد بلغة قريش، وقال قولته الخالدة: "إني أخشى أن يختلف الناس في القرآن كما اختلفت النصارى في الإنجيل."

فأمر بجمع المصاحف، ووُزّع مصحف موحد في كل الأمصار بهذا القرار، توحدت الأمة على كتاب واحد، وارتفع الخلاف.

 

يوسف بن تاشقين وبناء دولة الاتحاد في المغرب والأندلس

كان ملوك الطوائف في الأندلس يعيشون في ترفٍ وفرقة أرسلوا يستنجدون بـ "يوسف بن تاشقين" من المغرب، فخاض البحر، وجاء إليهم.

وحين رأى تفرقهم وضعفهم  قال:"هؤلاء ملوك ملهى… لا يصلحون لجهاد ولا إصلاح."

فوحّد المغرب والأندلس، وأسّس دولة المرابطين، وهزم الصليبيين في **معركة الزلاقة** سنة 479 هـ، في واحدة من أعظم أيام الإسلام.

السلطان محمد الفاتح  لم يدخل القسطنطينية إلا باتحاد الجيش

حين حاصر العثمانيون القسطنطينية، كان عددهم قليلًا مقارنةً بحصن المدينة، والبحر يحيط بها من كل جانب.

لكنه جمع الكل تحت راية واحدة، وقال: **"إن دخلتم القسطنطينية متفرقين، أُغلق الباب من خلفكم!"**

 

فوضع الخطة، وقاد الجيش بنفسه، ووضع علماء الدين في الصفوف الأمامية، حتى سُمِّي جيشه بـ **"جيش الاتحاد والعقيدة"**.

فدخل القسطنطينية، وحقق نبوءة النبي ﷺ:

> **"لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش."**

الإمام الشافعي يرفض أن يُفتن الناس بالخلاف

كان الإمام الشافعي يقول: "رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب."

وكان يقول: "ما ناظرت أحدًا إلا وتمنيت أن يُظهر الله الحق على لسانه لا على لساني."

كان يمكن أن يقسم الناس إلى "شافعي ومالكي وحنفي..." لكنه علم أن **أعدى أعداء الأمة هو الفرقة**.

الجزائر ضد فرنسا

حين غزا الفرنسيون الجزائر، قُسم الشعب إلى طوائف، حتى جاء الأمير عبد القادر الجزائري، فجمع القبائل، ووحّد الراية، وصمد أمام فرنسا 17 سنة، في وجه أكبر جيش في العالم آنذاك، لأنه عرف سر القوة: **"يد الله مع الجماعة"**.

 

أهل المدينة حين استقبلوا النبي ﷺ

حين دخل النبي ﷺ المدينة مهاجرًا، كانت الأوس والخزرج **على وشك الاقتتال من جديد**.
لكنه جمعهم، وقال: "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره."

فآخى بين المهاجرين والأنصار، وجعل المدينة أول مجتمع إسلامي **متحد العقيدة والهدف والمصير**.

علي ومعاوية… كيف منع الحسن القتال؟

بعد الفتنة التي وقعت بين الصحابة، وقيام الخلاف بين علي ومعاوية، وخلفهما جيوش متحفزة للقتال…

تنازل الحسن بن علي رضي الله عنه عن الخلافة لمعاوية، **حقنًا لدماء المسلمين**، فسُمّي ذلك العام بـ **"عام الجماعة"**.

قال النبي ﷺ عن الحسن: "إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يُصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين." **قدّم وحدة الأمة على حبه للريادة.**

وفي الخاتمةالأمم لا تنهض بالأحلام… بل بالصفوف المتراصة حين تتقدم **الأنانية على الجماعة**.توقع الفشل والعزيمة العدو لا يخترقنا إلا حين ننسى أننا جسد واحد 

هذه القصص ليست حكايات قديمة، بل **صوت ينادي أمتنا اليوم: اتحدوا… أو تُؤكلوا كما أُكل الذين من قبلكم.**

 

تم نسخ الرابط