«زومبي» في غزة: جنود الاحتلال ينهون حياتهم بأيديهم

أعلنت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية في تقرير نشرته السبت 26 يوليو 2025، عن ارتفاع مقلق في حالات الانتحار بين عناصر جيش الاحتلال الذين يخدمون في وحدات مختلفة داخل قطاع غزة.
ووصف التقرير جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم للقتال في القطاع بأنهم باتوا يشبهون كائنات “الزومبي” نتيجة الضغط النفسي الشديد الذي يتعرضون له.
وأفادت “يديعوت أحرونوت” بأن عدد حالات الانتحار الأخيرة، التي شملت الإقدام على إطلاق النار على النفس أو الشنق، تجاوز المعدل المعتاد خلال الأشهر الماضية.
وربطت الصحيفة هذه الظاهرة بـحالة اليأس التي يعيشها الجنود نتيجة الهجمات المتواصلة لعناصر المقاومة الفلسطينية داخل غزة، والتي فاقمت من حدة الشعور بعدم الأمان والخوف المستمر من وقوع كمائن وهجمات مباغتة.
من جانبه، أكد قائد في إحدى وحدات الاحتياط للصحيفة أن الجنود يعانون من جحيم نفسي، خصوصًا بعدما فقدوا الثقة في إمكانية تحقيق هدنة أو حتى توقف مؤقت لإطلاق النار.
وأضاف: “لا توجد معلومات واضحة من القيادات العليا حول موعد أو شروط أي تهدئة، وهذا ما يجعلنا نعيش يوميًا في صراعات داخل عقولنا قبل الصراع الفعلي مع الخصم”.
وتبنى تقرير “يديعوت أحرونوت” مجموعة من التحقيقات الميدانية التي أجراها مراسلوها داخل المناطق الحدودية، حيث وثقوا حالات انهيار عصبي وحالات بكاء جماعي لجنود في عمر الشباب، البعض منهم لم يتجاوز العشرين من عمره.
وشهدت غرف الأطباء العسكريين إقبالًا غير مسبوق لطلب المشورة النفسية، فيما تضاعفت حالات الإجازات الاستثنائية للعلاج النفسي.
ويتزامن هذا الكشف مع دعوات حقوقية دولية لوقف التصعيد العسكري في غزة، مشددة على ضرورة الالتفات إلى الجانب الإنساني والنفسي لعناصر الجيش قبل المدنيين.
ويؤكد المختصون أن تجاهل الأزمة النفسية لهؤلاء الجنود قد يؤدي إلى تدهور أمني شامل، لا سيما إذا تفاقمت حالات الانتحار داخل صفوف الجيش، إذ يمكن أن يؤثر ذلك سلبًا على الروح المعنوية والاستعداد القتالي للوحدات.
وفي الختام، تبقى علامات الاستفهام قائمة حول الإجراءات التي ستتخذها القيادة العسكرية الإسرائيلية للتعامل مع هذه الأزمة، وكيفية تقديم الدعم النفسي الفوري والمستدام لآلاف الجنود المنتشرين على طول الحدود.
ويبدو أن الانتحار بين جنود الاحتلال لم يعد مجرد حادثة معزولة، بل مؤشرًا خطيرًا على مدى الضغط النفسي الذي خلفته عمليات المقاومة وإدارة الصراع في قطاع غزة.