بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

أسامة أنور عكاشة.. عميد الدراما وصانع نجومية الكبار

أسامة أنور عكاشة
أسامة أنور عكاشة

في شقة بالطابق الثامن تطل على بحر سيدي بشر بالإسكندرية، كان يجلس الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة، يفضل الجلوس على "التراس"، يراقب حركة الأمواج، يبتسم كأنه يصنع حوارًا مع البحر، يتناول قهوته في هدوء، ثم يمد يده إلى أوراقه ويبدأ نسج شخصياته الفريدة التي سرعان ما تتحول من الحبر إلى لحم ودم على الشاشة.

من "وفية" في امرأة من زمن الحب، إلى "حسن النعماني" في أرابيسك، إلى الصراع الأيقوني بين "فضة المعداوي" و"مفيد أبو الغار" في الراية البيضا، قدم "عكاشة" شخصيات حفرت مكانها في وجدان الجمهور وصارت مرآة للمجتمع المصري بمختلف طبقاته وتحولاته.

 

النشأة

ولد أسامة أنور عكاشة في 27 مايو 1941 بمدينة طنطا، وتخرج في كلية الآداب – قسم الدراسات النفسية والاجتماعية بجامعة عين شمس، بدأ حياته المهنية في سلك التعليم، حتى استقر به الحال كأخصائي اجتماعي في جامعة الأزهر لكنه قرر الاستقالة والتفرغ لعشقه الحقيقي وهو الكتابة.

بداية المشوار

بدأ مشواره الأدبي بكتابة القصة والرواية مثل مجموعته القصصية "خارج الدنيا" ورواية "أحلام في برج بابل"، لكن نقطة التحول جاءت حين قرأ الروائي سليمان فياض إحدى رواياته، فنصحه بكتابة السيناريو، فكان ذلك بداية رحلته الاستثنائية في عالم الدراما التلفزيونية.

منذ الثمانينيات أرسى" عكاشة" قواعد جديدة للدراما المصرية، حيث كتب "الرجل الذي فقد ذاكرته مرتين، أبواب المدينة، وقال البحر" لكنه نال شهرته الواسعة عام 1983 من خلال رائعة "الشهد والدموع" التي عاد لاستكمالها بجزء ثاني في 1985، ثم كتب "رحلة السيد أبو العلا البشري والحب وأشياء أخرى"، وصولًا إلى" ليالي الحلمية" في 1987، التي أصبحت ملحمة تلفزيونية.

شخصيات من صنع أنور عكاشة 

ولأن قلمه لا يعرف السكون استمر "عكاشة" في تقديم أعمال حصدت الإعجاب، منها "الراية البيضا" 1988، "أرابيسك" 1994، و"زيزينيا" 1997، التي قال فيها بطله "بشر عامر عبد الظاهر": "أنا السؤال والجواب أنا مفتاح السر وحل اللغز"، وكأنها تلخص فلسفة" عكاشة" الدرامية في جملة واحدة.

صانع النجوم

كانت أعمال أسامة أنور محطة رئيسية في مشوار كثير من النجوم، منهم أحمد السقا في "زيزينيا" وكريم عبد العزيز وياسمين عبد العزيز في "امرأة من زمن الحب" بل إن المسلسلات كانت تسوق باسمه قبل اسم البطل وهو ما لم يكن مألوف قبل مجيئه للدراما.

ثنائيات مع إسماعيل عبد الحافظ 

ارتبط اسمه بالمخرج إسماعيل عبد الحافظ، وشكل ثنائي خلد العديد من الأعمال التي أصبحت جزء من ذاكرة الدراما الرمضانية أبرزها "ليالي الحلمية" و"الشهد والدموع" كما تعاون مع المخرج جمال عبد الحميد في "زيزينيا" وترك بصمة واضحة في كل تفصيلة.

أفلام ومسرحيات أسامة أنور عكاشة 

في السينما كتب أفلام اجتماعية وإنسانية من طراز رفيع، منها "كتيبة الإعدام، دماء على الأسفلت، تحت الصفر، الهجامة" أما في المسرح فكتب "القانون وسيادته، الناس اللي في التالت، والبحر بيضحك ليه"، فيما واصل مشروعه الروائي بكتب مثل" "وهج الصيف" و"منخفض الهند الموسمي" والتي تحولت إلى مسلسل "موجة حارة" 2013.

البحث عن الهوية والرحيل

كان عكاشة مهموم بالهوية المصرية يكتب عنها بصدق ويرصد التغيرات الاجتماعية والسياسية في الشارع، ويطرحها من خلال شخصيات قريبة من القلب، وفي 28 مايو 2010 رحل أسامة أنور عكاشة لكن لا تزال شخصياته تعيش بيننا، تنبض وتتكلم وتحب.

تم نسخ الرابط