بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

غزة تحت الركام.. كارثة إنسانية ومستقبل غامض بعد هدنة منتظرة

غزة تحت الركام
غزة تحت الركام

يعيش قطاع غزة وضعا انسانيا كارثيا بشكل غير مسبوق، حيث تحولت أجزاء واسعة منه إلى ركام بعد أشهر طويلة من القصف والعمليات العسكرية المكثفة، مما أسفر عن معاناة السكان من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء والوقود، مما يهدد بكارثة شاملة تستدعي تدخل دولي عاجل، وذلك وسط تصاعد الجهود الدبلوماسية للوصول إلى هدنة بين إسرائيل وحماس، فذلك هو الأمل الوحيد لتخفيف المعاناة ولفتح ممرات آمنة لدخول المساعدات الإنسانية.

 

 

وتم التوصل إلى هدنة ستواجه غزة تحديات كبيرة تبدأ بالإستجابة الإنسانية العاجلة، وإعادة إعمار ضخمة مرورا بإدارة القطاع وعودة النازحين، بالإضافة إلى أنه إذا أنتهت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بعد الهدنة إذا تمت فإن مستقبل حماس سيظل غامض ومعقد، فتلك التحديات سوف ترسم مستقبل سكان غزة القادم وسيتطلب سنوات طويلة من الجهد الدولي المتواصل لإعادة بناء ما دمرته الحرب.

 

 

حرب الإبادة من خلال التجويع

المحلل السياسي اللبناني عبد الله نعمة
المحلل السياسي اللبناني عبد الله نعمة

 

وأكد عبد الله نعمة، محلل سياسي لبناني، أن إسرائيل مازالت تشن على غزة حرب الإبادة من خلال التجويع الابادة والتجويع للفلسطينيين، وهذا قد يأثر سلبا على المفاوضات الهادفة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وأنهم يتعرضون لجريمة إبادة جماعية ممنهجة، وحرب تجويع وهذه الجرائم تنفذها حكومة الاحتلال الصهيوني بقيادة المجرم رئيس الوزراء نتنياهو وبدعم أمريكي وتواطؤ دولي واضح رغم التصريح بالإدانة وخاصة من الاتحاد الأوروبي ومؤسسات المجتمع الدولي.

 

وأشار نعمة، في تصريح خاص لـ "بلدنا اليوم"، أن تلك الحرب الشاملة المفتوحة من قصف وقتل وتدمير وتجويع بهدف تركيع الشعب الفلسطيني، وتتحمل حكومة الكيان الفاشلة المسؤولية عن سياسات الإبادة الجماعية، التي تمارسها ضد مليوني فلسطيني بالقطاع، ويجب وقف هذه الحرب وعدم استمرار هذا العدوان الوحشي الذي يسعى إلى تهجير الفلسطينيين للخارج، ووضعهم في بعض الدول لذلك تعمل حكومة جيش الاحتلال على وضع الفلسطينيين بمساحة ضيقة لأنها تهدف إلى تفريغ الأرض وفرض مشروع الابادة والتهجير القسري.

 

 

نزع سلاح حماس سبب تعثر المفاوضات

وأضاف نعمة، أن استمرار هذا النهج من قبل حكومة نتنياهو قد يؤثر على المسار التفاوضي ويفتح الباب أمام احتمالات التصعيد، وهذا ما يعمل عليه نتنياهو ليضمن بقاءه في السلطة لإرضاء الجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته والرافض لإنهاء الحرب.

 

وأكد، أن الإدارة الامريكية وإسرائيل تريدان من حماس تسليم السلاح والخروج من غزة ، كما أنه لو وصلت الأمور إلى هدنة بين الطرفين ستكون مؤقتة للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى حماس ودخول المساعدات وبعدها إسرائيل ستشن هجوم بري واحتلال غزة والقطاع وقسم من الضفة للقضاء نهائي على حماس، مشيرا إلى أن تعسر المفاوضات السبب الرئيسي هو نزع سلاح حماسا.

 

 

مأزق إستراتيجي للطرفين

الدكتور محمد وازن خبير العلاقات الدولية
الدكتور محمد وازن خبير العلاقات الدولية

وأشار محمد وازن، خبير العلاقات الدولية، أن ما نشهده الآن في قطاع غزة هو مرحلة من أعقد مراحل الصراع الفلسطيني والإسرائيلي ليس فقط بسبب وحشية العدوان الإسرائيلي وطول أمده، ولكن لأن طبيعة المواجهة تخطت المفهوم العسكري إلى حرب استنزاف ذات أبعاد سياسية وإنسانية وإقليمية، مؤكدا على أن  إسرائيل تخوض حربًا بلا نصر وغزة تصمد وسط انهيار الخدمات وغياب أي أفق إنساني، حيث أن مستقبل القضية الفلسطينية بين الشرعية والمقاومة، فتلك المفارقة قد أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهةالدولية بعد سنوات من التهميش.

 

وتابع وازن، أنه بالرغم من الكارثة الإنسانية قد أخرج الاحتلال من دائرة إدارة الصراع إلى مربع فشل إدارة الصراع، وأثبت أن الشعب الفلسطيني لا يمكن كسره بالإبادة أو بالحصار مشيرا إلى أن مستقبل القضية مرهون بوحدة القيادة الفلسطينية عبر مشروع وطني جامع وليس عبر الثنائية القديمة حماس وفتح لأن الرهان على الوسيط الأمريكي أثبت أنه مجرد غطاء لاستمرار العدوان الإسرائيلي.

 

 

الهدنة حتمية ولكن بعد إنهاء وجود حماس

وأضاف وازن أن الهدنة حتمية لكنها ليست قريبة، حيث أن كل المؤشرات الميدانية تشير إلى أن إسرائيل تسعى حاليا إلى إنهاء وجود حماس بشكل كامل ثم تعلن نصرا محدودا ولكن واقع الميدان لا يسمح بذلك بسهولة مؤكدا على أن الوساطات المصرية والقطرية والأمريكية تتحرك بقوة لكن العقبة الجوهرية أن إسرائيل ترفض وقف إطلاق النار دون إعادة الأسرى وحماس ترفض الإفراج عنهم دون صفقة تبادل شاملة وضمانات دولية، لافتا إلى أن هذا ما يجعل التفاوض أشبه بـلعبة أعصاب وليس مسارًا سياسيا فعالا.

تم نسخ الرابط