بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى
الدكتورة إلهام صلاح
الدكتورة إلهام صلاح

بينما تقف الدولة المصرية في موقفها التاريخي تجاه ما يحدث في غزة، تتحرك كتائب الإخوان الإلكترونية وفلولهم الهاربة في الخارج، بتحريض واضح من أجهزة مخابرات معادية، لمهاجمة السفارات المصرية في أوروبا وأمريكا، مدّعين زورًا وبهتانًا أن مصر تساهم في حصار غزة أو في تجويع سكانها. وللأسف، ينخرط في هذا المخطط عناصر مأجورة من حركة حماس، على رأسهم خليل الحية، الذي لا يكف عن التصريحات الاستفزازية ضد مصر، في محاولة مفضوحة لتصدير الفشل الداخلي لحركته ورمي التهم جزافًا على أطراف لا علاقة لها بما آلت إليه الأوضاع في القطاع.

 

 

الحقائق على الأرض تفضح تلك الحملة المغرضة، فمنذ اليوم الأول للحرب، فتحت مصر معبر رفح رغم التهديدات الإسرائيلية وقصفت إسرائيل محيطه عدة مرات، ليس من باب المصادفة، بل لإخراجه من الخدمة وعرقلة دخول المساعدات، ومع ذلك ظلت مصر تصر على تمرير الدواء والغذاء والوقود، رغم كل التعقيدات الأمنية واللوجستية، مصر لم تغلق معبرها، بل كانت تقاتل دبلوماسيا على كل طاولة تفاوض لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين، وكانت أول من دعا لهدنة إنسانية، أين كان خليل الحية وقتها؟ وأين كانت أبواق الإخوان؟ كانوا يصمتون في وجه الاحتلال، وينبحون في وجه القاهرة.

 

ما لا يريد البعض الاعتراف به أن حركة حماس تتحمل المسؤولية الكبرى عن الكارثة في غزة، ليس فقط بفشلها في إدارة القطاع، بل بتوريطها للأهالي في مغامرات عسكرية غير محسوبة، واستخدامهم دروعا بشرية. خليل الحية ومن على شاكلته لا يجرؤون على مواجهة إسرائيل، لكنهم يتطاولون على مصر، لأنها الدولة الوحيدة التي لم تساوم على القضية الفلسطينية، والتي فتحت حدودها لمئات الآلاف من المرضى والمصابين، ورفضت توطين الفلسطينيين رغم الضغوط الدولية، لأن مصر تعرف معنى الوطن ومعنى الشرف.

 

 

إن تحركات الإخوان في الخارج، من التظاهر أمام السفارات المصرية إلى بث الشائعات الممنهجة على المنصات الإعلامية، ليست إلا جزءًا من خطة أوسع لتحويل المعركة من مواجهة الاحتلال إلى استهداف الدولة المصرية، وتشويه صورتها أمام العالم، وهم في ذلك ليسوا سوى أدوات رخيصة في أيدي أجهزة استخبارات إقليمية معروفة، بعضها يمول إعلامهم وبعضها يستضيف قياداتهم، والهدف ليس إنقاذ غزة، بل تصفية الحسابات مع القاهرة.

 

ولن ننسى أن كثيرًا من هذه العناصر الهاربة هي من المحرضين على العنف والإرهاب في مصر قبل سنوات، وأنهم وجدوا في مأساة غزة فرصة لتلميع أنفسهم على حساب دماء الأبرياء، بينما قادة حماس أنفسهم ينعَمون في فنادق الدوحة ويتنقلون بين العواصم ولا يعانون من الحصار ولا الجوع، ويتركون أبناء الشعب الفلسطيني يتعرضون للقصف والتجويع ثم يتباكون عليهم أمام الكاميرات، ويلقون باللوم على مصر التي كانت ولا تزال الحاضن الحقيقي للقضية الفلسطينية.

 

 

مصر ستواصل دورها مهما تعالت الأصوات الكاذبة، ومهما حاولت أبواق التنظيم الدولي للإخوان أن تصنع بلبلة في الخارج. ولن تنجر الدولة إلى مستنقع المهاترات، لكنها لن تسكت عن التطاول، ولن تسمح بتشويه صورتها، لا من خليل الحية ولا من عملائه في الخارج. وعلى كل مصري حر أن يدرك أن معركة الوعي اليوم لا تقل أهمية عن المعركة العسكرية، وأن الوقوف خلف مؤسسات الدولة هو الطريق الوحيد لقطع الطريق على هؤلاء المرتزقة.

 

 

مصر ليست خصمًا لغزة، بل كانت دومًا سندًا لها، ولكنها لن تكون غطاءً لحماقات حماس ولا ضحية لحروب الإخوان.

اقرأ أيضا: إلهام صلاح تكتب.. حياة كريمة" بوابة الكرامة في قرى مصر المهمشة

الدكتورة إلهام صلاح تهنئ النائب عصام هلال لاختياره وكيل اللجنة الدستورية والتشريعية بمجلس الشيوخ

 

تم نسخ الرابط