بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

بلطيم تخيب آمال المصطافين.. أسعار خيالية وخدمات غائبة في "مصيف الغلابة" سابقًا

مصيف بلطيم
مصيف بلطيم

في الوقت الذي يبحث فيه المواطن البسيط عن مصيف هادئ وآمن يكون متنفسًا صيفيًا لأسرته، ويتناسب مع الأعباء الاقتصادية التي تثقل كاهل الأسرة المصرية حاليًا، خيّب مصيف بلطيم هذا العام آمال المصطافين، حتى في أبسط تطلعاتهم، فقد تفاجأ الزوار بارتفاع غير مسبوق في الأسعار وصل إلى أعلى مستوياته، إلى جانب تدنٍ واضح في مستوى الخدمات، ومشكلات يومية تحاصرهم منذ لحظة دخول المدينة وحتى مغادرتها.

مصيف بلطيم.. الأسعار "خرافية"

أكد عدد كبير من المصطافين في شاطئ الأمل، أحد اشهر وأهم شواطئ المدينة والذي يعرف بشاطئ العائلات، أن أسعار الشقق في المصيف "خرافية" وليست في متناول الجميع كما كان يعرف به من قبل.

شقق مصيف بلطيم
شقق مصيف بلطيم

 

يقول محمد فتحي، أحد زوار المصيف من محافظة الغربية، " الشقة على البحر صف أول بـ4 آلاف جنيه في الليلة الواحدة، والشقق العادية صف تاني وتالت بـ3 آلاف و2000 جنيه".

مصيف بلطيم بأسعار الساحل الشمالي

وأضاف: "إحنا قاعدين بأسعار الساحل الشمالي، لكن بدون خدمات أو أي مميزات".

ويؤكد علي مرعي من مركز دسوق " أن أيام نهاية الأسبوع بتكون بمثابة مزاد علني عن الشقة الأغلى سعرًا، حتى أسعار الشمسية والكراسي وصل إلى 350 جنيه، لكن في المقابل شواطئ بلا حمامات، وبلا مياه عذبة للغسيل.. يعني تدفع كتير لكن صفر خدمة" .

ويكمل مرعي: " أن الأزمة لم تقتصر على الشقق والشماسي فقط، بل امتدت لكل ما يباع ويشترى ويستأجر داخل المصيف، فالأكل غالٍ جدًا في حين أن مدينة مصيف بلطيم بأكملها لا يوجد بها مطعم واحد 7 أو 5 نجوم.

ويوضح محمد يونس، احد زوار المصيف، أن الأزمة لم تقتصر على الشقق فقط، فحتى الجلوس على الشاطئ تحول إلى عبء كبير بسبب ارتفاع أسعار الشماسي والكراسي، والألعاب وصل سعر استئجار الدراجة الصغيرة من 80 إلى 100 جنيه نصف ساعة فقط، وباقي الألعاب قصيرة المدة سعر استئجارها من 50 إلى 100 جنيه.

" الناموس" وحش يطارد زوار مصيف بلطيم

واستطرد حديثه: أنه رغم ارتفاع أسعار السكن بالمصيف إلا أنه لا يمكنك الجلوس فيه من مهاجمة الناموس، وعدم مقاومته من قبل الوحدة المحلية، مؤكدًا أن رحلته كانت تجربة هي الأسوأ له، مع أنها الزيارة الأولى لمصيف بلطيم.

بنية تحتية متهالكة وشوارع مليئة بالمخلفات

 

وفي جولة " بلدنا اليوم" لعدد من شوارع المصيف، لاحظنا تهالك البنية التحتية بشكل واضح، فما بين أرصفة "مكسرة"، وشوارع مليئة بالمخلفات، وروائح كريهة في أماكن قريبة من الشواطئ، وبعض الأماكن مهجورة الخدمات تمامًا، خاصة بين الميادين بعضها البعض، وفي نهاية الشواطئ وبدايتها.

الـ10 متر أرضية بـ45 ألف جنيه

وفي محاولة للوقوف على أسباب ارتفاع الأسعار هذا العام، سألت " بلدنا اليوم" عم أسامة، صاحب أحد أماكن استئجار الدرجات الهوائية " العَجل" بالمصيف، قال: "أنا مأجر 10 متر أرضية في المصيف بـ45 ألف جنيه، إزاي هعوض المبلغ دا وأطلع مكسبي من غير ما أغلي السعر؟ الوحدة المحلية والمحافظة بتحملنا فوق طاقتنا فبيكون المتضرر الأكبر في النهاية هو المواطن اللي جاي يصيف".

وأشار صاحب تأجير الدراجات إلى  أن مكسبه مع ارتفاع الأسعار أقل بكثير من ذي قبل، موضحًا: "كان زوار المصيف بيركبوا عجل اكتر من دلوقت، لو الأب عنده 3 أولاد كان بياخد لكل عيل عَجلة، دلوقت بياخد عَجلة واحدة ويبدلوا عليها عشان التكلفة بقت غالية".

تأجير الشقق المصيفية.. "قلب الزبون"

وفي إطار التحقيق حول أسباب ارتفاع الأسعار، تحدثنا إلى أحد "سماسرة" المصيف، طلب عدم ذكر اسمه، والذي كشف عن وجود  سياسة غير معلنة، بين الملاك وعدد كبير من السماسرة في عملية تأجير الشقق، تُعرف بينهم باسم "قَلّب الزبون".

وقال السمسار: "الموضوع كله إنك تحاول توصل لأعلى سعر ممكن من الزبون.. كل ما تزود، أنت والملاك بتكسبوا، والمصطاف هو اللي بيتحمل الفرق، معلنًا رفضه هذه الممارسات التي قد تتسبب في عزوف المصطافين عن بلطيم نهائيًا، ومؤكدًا أنه من الأفضل تغيير هذا الأسلوب والعمل بسياسة اعمل زبون يجيلك كل سنة".

إيجارات الشقق بلا رقابة رسمية
هذه الشهادة تفتح بابًا للحديث عن غياب الرقابة على سوق الإيجارات الصيفية، وتحويل المصيف من ملاذ للبسطاء إلى ساحة مفتوحة للمضاربة والاستغلال، بدلًا من كونه مكانًا ترفيهيًا لجميع الطبقات، فما كان يُعرف " بمصيف الغلابة" لم يعد للغلابة فيه مكان.
 وعلى الرغم من قيام اللواء علاء عبدالمعطي، محافظ كفر الشيخ، بعدة زيارات إلى مصيف بلطيم هذا الصيف، بل وتصريحاته المتكررة بأن المصيف "على أكمل وجه" إلا أن شهادات المصطافين على الأرض تخالف تلك التصريحات، وتطالب بإجراءات عملية وخطوات عاجلة للحد من تلك الأزمات التي تواجه زوار المصيف، الذي كان في يوم من الأيام أحد أهم مصايف مصر.

مصيف بلطيم الذي كان يستقبل ما يتجاوز الـ2 مليون زائر كل عام،  اليوم يواجه تحديات تهدد مستقبله السياحي.. فهل تستطيع محافظة كفر الشيخ أن تعيده على الساحة من جديد كأحد أهم وأميز المصايف الشعبية في مصر؟.

تم نسخ الرابط