وزير الخارجية الأمريكي: لا دولة فلسطينية دون موافقة إسرائيل

في تصريحات أثارت جدلاً واسعاً على الساحة الدولية، أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن إقامة دولة فلسطينية بشكل منفرد دون الحصول على موافقة إسرائيل هو أمر "مستحيل".
جاءت هذه التصريحات تعليقًا على التحركات المتزايدة لبعض الدول الغربية للاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا، التي عبّر رئيس وزرائها كير ستارمر عن نيته الاعتراف بالدولة الفلسطينية في المرحلة المقبلة.
روبيو: لا صلاحيات للدول في إقامة دولة دون اتفاق شامل
وشدد روبيو في تصريحاته الإعلامية على أن "الاعترافات الأحادية لا تحمل قيمة فعلية في الواقع"، موضحًا أن تلك الدول التي تعتزم الاعتراف بالدولة الفلسطينية "لا تملك القدرة على رسم حدود هذه الدولة ولا تحديد الجهة التي ستتولى إدارتها"، معتبراً أن غياب التنسيق مع إسرائيل يجعل هذه المبادرات فاقدة للجدوى السياسية والعملية.
كما أضاف وزير الخارجية الأمريكي أن "مثل هذه التصريحات لا تسهم في دعم مفاوضات وقف إطلاق النار، بل تعطي إشارات خاطئة للأطراف المتصارعة"، ملمحاً إلى أن حركة حماس قد تفسر هذه المواقف الدولية كـ"مكاسب دبلوماسية" تدفعها إلى مواصلة القتال بدلًا من الدخول في مفاوضات جادة لوقف إطلاق النار.
التحذير من تفاقم الحرب في غزة
واعتبر وزير الخارجية الأمريكي أن أي خطوات دبلوماسية منفردة من قبل الدول الأوروبية "تقوض الجهود الرامية إلى تهدئة الأوضاع في قطاع غزة"، مشيرًا إلى أن حماس قد ترى في استمرار الصراع وسيلة لتحقيق مكاسب سياسية على الصعيد الدولي، الأمر الذي يزيد تعقيد المشهد ويُبعد فرص الحل السلمي.
واشنطن وموسكو: لا مواجهة بين قوتين نوويتين
وفي ملف منفصل تناول وزير الخارجية الأمريكي الأزمة الروسية الأوكرانية، مؤكدًا أن احتمالات اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا "غير واردة إطلاقًا"، نظرًا لما يحمله ذلك من "مخاطر كارثية" باعتبار الدولتين أكبر قوتين نوويتين في العالم.
وقال وزير الخارجية الأمريكي إن الرئيس دونالد ترامب يبذل جهودًا منذ أكثر من ستة أشهر لإحراز تقدم في ملف وقف إطلاق النار بين موسكو وكييف، لكن هذه الجهود لم تسفر بعد عن نتائج ملموسة، ما يطرح تساؤلات حول جدوى الاستمرار في نفس النهج.
خيارات واشنطن المستقبلية في ملف أوكرانيا
فيما يتعلق بالأدوات المتاحة أمام الإدارة الأمريكية، أوضح وزير الخارجية الأمريكي أن الولايات المتحدة لا تزال تحتفظ بخيارات تصعيدية مثل فرض عقوبات ثانوية على مبيعات النفط الروسي أو فرض قيود على النظام المصرفي الروسي، إلا أن واشنطن ترى أن المسار الأنسب يظل في "التوصل إلى وقف إطلاق نار وبدء حوار دبلوماسي جاد".