الباز لـ يحيى قلاش: متى يا سيدي ستفطم نقيب الصحفيين ليعتمد على نفسه

وجه الدكتور محمد الباز، رئيس مجلسي إدارة وتحرير جريدة الدستور، رسالة إلى الكاتب الصحفي يحيى قلاش، نقيب الصحفيين الأسبق، من خلال صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، جاء فيها:
إلى الأستاذ والصديق يحيى قلاش
متى يا سيدي ستفطم نقيب الصحفيين وتتركه يعتمد على نفسه، ويدافع عن قراراته وبياناته؟
لقد قرأت ما كتبته بشأن ما تعرض له بيان النقابة من انتقادات بسبب موقفه من المظاهرات التي خرجت ضد مصر في إسرائيل، وتعجبت من رفضك لهذا النقد، على اعتبار أنه “لحن واحد” يعزفه المنتقدون، في تلميح بدا واضحًا – وهو ما أنزهك عنه.
لماذا يؤمن الزملاء في التيار، يا أستاذ يحيى، بحرية الرأي عندما يتحدثون، ثم يكفرون بها عندما يتحدث من يرونه خصما؟
أليست حرية الرأي حقًا مكفولًا للجميع؟
أم أنها تُعد بطولة ونضالًا حين يمارسها التيار، وتصبح “لحنًا واحدًا” وتوجيهًا حين يمارسها الآخرون؟
البيان الذي اعتبرته الأهم والأقوى والأدق، نراه – أنا وغيري – بيانًا ضعيفًا ومتهافتًا.
أليس من حقنا أن تُحترم وجهة نظرنا؟
البيان الذي وصفته بأنه احترافي وملتزم بالثوابت النقابية، نراه نحن انتهازيًا، يقدّم المصالح الانتخابية على المصالح الوطنية.
فهل من العيب أن نعبّر عمّا نراه ونؤمن به؟
أعرف صدق وطنيتك يا أستاذ يحيى، وأعرف عاطفتك الأبوية تجاه النقيب ومجلسه، وأقدّر حرصك عليه وعلى نجاح تجربته.
لكن صدّقني: أنت تضرّه.
افطمه يا سيادة النقيب، دعه يتحمل مسئولياته كاملة.
اتركه يدافع عن مواقفه، لا تصنع له حائط صدّ بينه وبين النقد، فذلك لن يُخرّج لنا نقيبًا مكتملًا.
فهل يرضيك ذلك؟
هامش:
قلتَ في تعليقك إن بيان النقابة يتسق مع موقفها التاريخي في دعم القضية الفلسطينية، والتركيز على “العدو الحقيقي”.
مفهوم، يا أستاذ يحيى، من تعني بالعدو الحقيقي…
لكن سؤالي لك – وأرجو إجابة صريحة:
ألا تعتبر أنت جماعة الإخوان عدوًا حقيقيًا؟
وألا ترى أن نقابة الصحفيين يجب أن تعتبر هذه الجماعة عدوًا حقيقيًا كذلك؟
لن أطيل… فقط أنتظر منك ومن المجلس إجابة.

وكان الكاتب الصحفي يحيى قلاش نقيب الصحفيين، قد كتب على صفحته بيانا يثني فيه على بيان نقابة الصحفيين، وجاء فيه:
تحية لبيان مجلس النقابة
بالأمس أصدر مجلس نقابة الصحفيين بيانًا ينتقد فيه الوقفة المشبوهة أمام السفارة المصرية داخل دولة الكيان، التي نظمتها وشاركت فيها أسماء محسوبة على جماعة الإخوان، وبعض التيارات الإسلامية الأخرى.
البيان كان موفقًا، وجاء في توقيته، ويتسق مع موقف النقابة المصرية في دعم القضية الفلسطينية، والتركيز على العدو الحقيقي، ودعمًا للموقف المصري الرافض للتهجير وحرب الإبادة ضد أهلنا في غزة.
وكأن هذا الموقف الوطني لايروق للبعض فلم يكد يمر أكثر من ربع ساعة على إصدار البيان، ورغم الترحيب الواسع لمضمونه، ولهذا الموقف الإيجابي من مجلس النقابة حتى بدأ العزف الموجّه على كل الموجات، وبطريقة لافتة، ومنزوعة الحياء، تنتقد البيان على طريقة "وكمان بتسلم علي!".
الأمر مثير للدهشة، ولا يليق بمقام بعض الذين ينتمون لعضوية النقابة وأصول مهنتهم مهما كانت ارتباطاتهم الأخرى.
فإذا كان المُخرج ضعيفًا، ولا يملك الأدوات، فعلى الممثل أن يجتهد بما تعلّمه من الصنعة حتى يداري عوار النص المكتوب له.
كم واجهت نقابتنا من معارك، وكم خاضت من مواجهات، وكم التحمت مع قضايا مجتمعها وأمتها، ولكن لم يكن لهذه الصغائر ولهذا العبث مكانا أو صوتا !!.