العاصمة الأمريكية خارج نظام الولايات الخمسين وسط جدل سياسي مستمر
لماذا تفشل محاولات جعل واشنطن الولاية الأمريكية 51؟
تحظى العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي بوضع سياسي وإداري فريد داخل الولايات المتحدة، إذ لا تتبع أيًا من الولايات الخمسين، وتتمتع بإدارة ذاتية منفصلة عن الحكومة الفيدرالية، مع بقاء الكونجرس الأمريكي صاحب السلطة النهائية في إبطال أي قانون يقره مجلس العاصمة، واحتفاظه بحق النقض على قراراتها.
السيطرة المؤقتة على شرطة واشنطن
وهذا الوضع الاستثنائي عاد إلى دائرة الجدل من جديد مع إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب السيطرة المؤقتة على شرطة واشنطن ونشر قوات الحرس الوطني، في مشهد أعاد إلى الأذهان النقاشات المتكررة حول تحويل العاصمة إلى الولاية الـ51، وهو مشروع يلقى دعمًا واسعًا بين الديمقراطيين ويواجه معارضة شديدة من الجمهوريين.
وتاريخيًا، برزت هذه القضية بشكل واضح عقب أحداث اقتحام الكونجرس في 6 يناير 2021، عندما واجهت عمدة المدينة موريل باوزر صعوبة في استدعاء الحرس الوطني، إذ لا تمتلك السلطة التي يتمتع بها حكام الولايات الأخرى.
ومع تأخر وزارة الدفاع في إرسال التعزيزات، تجددت المطالب بمنح واشنطن وضع الولاية الكاملة، على أن تحمل اسمًا مختلفًا لتجنب الالتباس مع ولاية واشنطن القائمة بالفعل.
ويرى الجمهوريون أن منح العاصمة هذا الوضع سيمنح خصومهم السياسيين مقعدين إضافيين في مجلس الشيوخ وعددًا أكبر من المقاعد في مجلس النواب، نظرًا لأن أغلب سكانها يصوتون لصالح الديمقراطيين.
وحاليًا لا تملك واشنطن نوابًا منتخبين في الكونجرس مثل باقي الولايات، بل تكتفي بمندوب في مجلس النواب يملك حق تقديم مشاريع القوانين والمشاركة في اللجان، لكنه لا يملك حق التصويت. أما في مجلس الشيوخ، فليس للعاصمة أي تمثيل.
ومع ذلك، فإن تعديل الدستور الأمريكي رقم 23 عام 1961 منح واشنطن ثلاثة أصوات في المجمع الانتخابي خلال الانتخابات الرئاسية، ما يمنح سكانها تأثيرًا محدودًا في اختيار الرئيس، بينما يبقى حلم التحول إلى ولاية قائمة بذاتها رهن التجاذبات السياسية بين الحزبين الكبيرين.
