بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

الخطر القادم بعد تيك توك.. ”بابجي“ وألعاب الحروب سلاح ناعم لتدمير العقول

الخطر القادم بعد
الخطر القادم بعد تيك توك.. ”بابجي“ وألعاب الحروب سلاح ناعم

لم يعد الخطر الرقمي مقتصرًا على تطبيقات الفيديو القصيرة مثل "تيك توك: التي استُخدمت في نشر الانحرافات الفكرية وغسيل الأموال وتمويل أنشطة مشبوهة، بل ظهر جيل جديد من الأدوات الأخطر يتسلل إلى عقول الشباب والمراهقين دون أن يشعروا، ألعاب الحروب الإلكترونية، وفي مقدمتها “بابجي”، التي تُقدَّم في صورة تسلية بريئة بينما تحمل في طياتها رسائل موجهة، واستراتيجيات نفسية تستهدف اللاوعي.

كيف تعمل اللعبة على تشكيل الفكر؟

تقوم ألعاب الحروب على إدمان الإثارة والمطاردة، وبث قيم القتل والسيطرة وحب السلاح، إذ يتم وضع اللاعب في بيئة افتراضية مليئة بالعنف، حيث يصبح البقاء للأقوى، وهو ما يخلق اعتيادًا نفسيًا على مشاهد الدماء والقتل، ويزرع في العقل الباطن قيم العدائية والعزلة الاجتماعية، بل ويُنمّي تقبّل فكرة الانضمام إلى جماعات مسلحة أو مليشيات إذا تم توجيهه في الواقع.

من التسلية إلى التجنيد

وتعقيبًا على ذلك، حذرت د. إيناس عبد العزيز من أن بعض هذه الألعاب يتم استغلالها كمنصات للتجنيد غير المباشر، حيث تتواصل عناصر مجهولة مع اللاعبين وتدعوهم إلى غرف خاصة، تتدرج من الحديث عن تكتيكات اللعب إلى مناقشة أفكار أيديولوجية متطرفة، مستغلة ميول المراهقين للمغامرة والبطولة المزيفة.

د. إيناس عبد العزيز
د. إيناس عبد العزيز

واجهة لغسيل الأموال

وكشف اللواء أشرف عبد العزيز، الخبير الأمني والاستراتيجي والحاصل على وسام الجمهورية، أن بعض منصات هذه الألعاب أصبحت أيضًا واجهة لعمليات غسيل الأموال، حيث يتم شراء وبيع عملات وأدوات افتراضية بأسعار مبالغ فيها، لنقل الأموال بين أطراف مجهولة، تمامًا كما يحدث عبر بعض صفقات العملات المشفرة، ما يجعلها بيئة مثالية لإخفاء مصادر الأموال المشبوهة.

الخطر يتجاوز الشاشة

وأوضح ”عبد العزيز“ في حديثه لـ ”بلدنا اليوم“ أن المعادلة واضحة "إدمان اللعبة + الإيحاءات الخفية + التواصل مع أطراف مجهولة = أرض خصبة لتغيير سلوك الشباب والسيطرة على عقولهم"، وإذا لم يتم التحرك سريعًا، فقد نجد أنفسنا أمام جيل جديد يتم تهيئته فكريًا ونفسيًا لخدمة أجندات خارجية، دون أن يشعر.

اللواء أشرف عبد العزيز
اللواء أشرف عبد العزيز

التحذير الأخير

واختتم: «ما حدث مع “تيك توك” كان إنذارًا لكن القادم أخطر، “بابجي” وأخواتها ليست مجرد ألعاب، بل أدوات صامتة لتفكيك المجتمعات، الوعي هو خط الدفاع الأول، وأي تهاون الآن سيكلفنا مستقبل شبابنا وأمن وطننا».

تم نسخ الرابط