نعيم قاسم: نزع سلاح المقاومة خيانة للبنان وتسهيل للمشروع الإسرائيلي

في تصريحات حادة اللهجة وجّه الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، انتقادات لاذعة لقرار الحكومة اللبنانية الأخير القاضي بنزع سلاح المقاومة، معتبراً أن هذا القرار لا يمس فقط بنية المقاومة، بل يجرد لبنان بأكمله من سلاحه الدفاعي في لحظة يواجه فيها اعتداءات إسرائيلية متكررة.
نعيم قاسم : هذا الإجراء يفتح الباب أمام تسهيل قتل المقاومين وأسرهم
وأوضح نعيم قاسم أن هذا الإجراء يفتح الباب أمام تسهيل قتل المقاومين وأسرهم، ويمنح العدو فرصة لتهجيرهم من أراضيهم وبيوتهم، مشدداً على أن الأولوية الحقيقية أمام أي حكومة لبنانية يجب أن تكون بسط سيادتها الكاملة على أراضي البلاد وطرد الاحتلال الإسرائيلي، لا إضعاف الصف الوطني المقاوم.
واعتبر نعيم قاسم أن الحكومة اتخذت خطوة "بالغة الخطورة" تتعارض مع ميثاق العيش المشترك، وتعرض لبنان لأزمة سياسية وأمنية قد تكون من أخطر الأزمات التي مر بها.
وأكد أن المقاومة بالنسبة للبنان ليست مجرد خيار عسكري أو سياسي، بل هي رمز للعزة والسيادة الوطنية، وهي التي قدمت التضحيات والشهداء دفاعاً عن الأرض، دون انتظار اعتراف أو "شهادات رسمية" من أحد.
وأضاف نعيم قاسم أن الحديث عن السيادة في لبنان يصبح بلا معنى إذا تم استبعاد دور المقاومة من المعادلة.
وفي استحضار لمحطات بارزة في تاريخ المواجهة مع إسرائيل، ذكّر قاسم بأن المقاومة نجحت في تحرير الجنوب اللبناني عام 2000، كما ساهمت في تحرير الأراضي الشرقية في معركة الجرود عام 2017 بمساندة الجيش اللبناني.
وأوضح أن هذه الإنجازات لم تكن مجرد عمليات عسكرية، بل مثّلت ترجمة فعلية لحق لبنان في تقرير مصيره بعيداً عن الإملاءات الخارجية.
وشدد على أن أي نقاش حول مفهوم "السيادة اللبنانية" لن يكون مكتمل الأركان ما لم يقترن بدور المقاومة في حماية البلاد.
وفي سياق هجومه على مواقف الأطراف السياسية المناهضة للمقاومة، تساءل قاسم بحدة عن غيابهم في مواجهة الاحتلال والعدوان على الأراضي اللبنانية، معتبراً أن قرار الحكومة في الخامس من أغسطس الجاري هو "خدمة مجانية للمشروع الإسرائيلي" سواء كان ذلك بوعي أو من دون وعي.
وأكد أن هذه الخطوة تعكس انصياعاً للإملاءات الأمريكية والإسرائيلية الرامية إلى إنهاء المقاومة، حتى لو أدى ذلك إلى إشعال فتنة داخلية أو حرب أهلية.
وأشار نعيم قاسم أيضاً إلى ردود الفعل الإسرائيلية، لافتاً إلى حالة الارتياح التي أظهرها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والذي اعتبر أن حكومته ساعدت لبنان للوصول إلى هذه المرحلة.
وفي هذا السياق شدد نعيم قاسم على أن المقاومة كانت دائماً منفتحة على الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية والأمن الوطني، شرط وقف العدوان وانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة.
وتساءل: "كيف يقبل البعض أن يسهل قتل شركائه في الوطن مقابل وعود فارغة بالاستقرار؟، وهل يبقى لبنان متماسكاً إذا تحول الصراع إلى داخل البيت الواحد؟".
واختتم قاسم تصريحاته بالتنبيه إلى خطورة الموقف الراهن، مستشهداً بمشهد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي وهو يتجول على الأراضي الجنوبية المحتلة، مهنئاً جنوده ومتوعداً بالمزيد من السيطرة.