ألمانيا تدعو لوقف الاستيطان وتجميد تصدير العتاد العسكري لإسرائيل

في موقف يعكس تصاعد الانتقادات الأوروبية لسياسات الاحتلال الإسرائيلي، دعت وزارة الخارجية ألمانيا الحكومة الإسرائيلية إلى التوقف الفوري عن بناء المستوطنات في الضفة الغربية، مؤكدة رفضها القاطع لخطط التوسع الاستيطاني التي أعلنت عنها تل أبيب مؤخرًا.
وأوضحت وزارة الخارجية ألمانيا ، في بيان رسمي، أن الموافقة على بناء آلاف الوحدات السكنية الجديدة داخل المستوطنات لن تؤدي إلا إلى زيادة التوترات في المنطقة، فضلًا عن تأثيرها المباشر على تقليص حرية حركة الفلسطينيين في الضفة الغربية، ما يفاقم من التحديات الإنسانية التي يواجهونها يوميًا.
وزارة الخارجية ألمانيا : وقت حساس تشهده الأراضي الفلسطينية
وتأتي تصريحات وزارة الخارجية ألمانيا في وقت حساس تشهده الأراضي الفلسطينية، حيث تواصل إسرائيل حملتها العسكرية على قطاع غزة، الأمر الذي دفع برلين لاتخاذ خطوات أكثر صرامة تجاه التعاون العسكري مع تل أبيب.
فقد أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس، اليوم الجمعة، أن حكومة ألمانيا قررت تعليق الموافقة على تصدير أي معدات أو عتاد عسكري إلى إسرائيل يمكن أن يُستخدم في العمليات العسكرية داخل قطاع غزة، وذلك حتى إشعار آخر.
وأكد ميرتس أن أولويات سياسة ألمانيا في المرحلة الراهنة تتمثل في السعي لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين، والعمل على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يضع حدًا لإراقة الدماء في القطاع.
وأعرب عن بالغ قلقه إزاء الأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة، مشيرًا إلى أن استمرار العمليات العسكرية سيؤدي إلى تفاقم معاناة المدنيين، الذين يعانون أصلًا من نقص الغذاء والدواء وانهيار البنية التحتية.
ويأتي الموقف الألماني في إطار الضغوط الدولية المتزايدة على إسرائيل للالتزام بالقانون الدولي ووقف الممارسات التي تؤجج الصراع، حيث يرى مراقبون أن استمرار الاستيطان في الضفة الغربية إلى جانب التصعيد العسكري في غزة يهدد فرص أي تسوية سياسية مستقبلية ويزيد من حدة العزلة الدبلوماسية التي قد تواجهها تل أبيب على الساحة العالمية.