بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

من لقاء مهني إلى زواج استثنائي.. حكاية ميرفت القفاص مع عمار الشريعي

ميرفت القفاص تروي
ميرفت القفاص تروي حكايتها مع عمار الشريعي

حكايات كثيرة عن قصص الحب الحقيقية غالبا ما تولد في لحظات عابرة، غير محسوبة، لكنها تترك بصمة لا تمحى في حياة أصحابها، هذا ما حدث مع المذيعة ميرفت القفاص حين التقت لأول مرة بالموسيقار الكبير عمار الشريعي يوم 21 أغسطس 1988، في لقاء إذاعي بسيط، تحول تدريجيا إلى بداية رحلة عاطفية مليئة بالتفاصيل الخاصة، انتهت بزواج استثنائي جمع بين إعلامية شغوفة وفنان عبقري أثرى الموسيقى العربية لعقود.


من جانبها تصف ميرفت ذلك اليوم بأنه نقطة تحول لم تكن تتوقعها، فقد اصطحبت زميلتها مرفت رجب إلى مقابلة إذاعية مع الشريعي للبرنامج الأوروبي، وبعد انتهاء اللقاء، تحول الحديث من الموسيقى والهوايات إلى الغناء، حيث اعترفت القفاص بحبها له منذ طفولتها، رغم أنها لم تجرو على اتخاذ خطوات عملية لتحقيقه،ابتسم الشريعي واقترح أن يدربها بنفسه مقابل مساعدتها له في قراءة بعض الكتالوجات الإنجليزية، لتبدأ من هنا حكاية مختلفة.

 

من لقاء مهني إلى زواج استثنائي


وفي السياق نفسة مع تكرار اللقاءات، تحولت العلاقة من تدريب وأحاديث مهنية إلى صداقة عميقة، ثم إلى حب حقيقي، جذبها أسلوبه الساحر وثقافته الواسعة، وشعرت أنها أمام شخصية فريدة تأخذها بعيدا عن عالمها المحدود، وعلى الرغم من أنه فقد بصره منذ ولادته، إلا أن ذلك لم يمنعه من شق طريقه بثقة منذ الطفولة، حيث تعلم الاعتماد على نفسه، ثم بدأ من الصفر حتى فرض اسمه بين عمالقة الموسيقى مثل بليغ حمدي وكمال الطويل.

 


في تلك الفترة، كان الشريعي يعيش مرحلة مليئة بالنجاحات الفنية، من موسيقى الدراما التي أبدع فيها مثل رأفت الهجان، إلى تقديم أصوات جديدة في الساحة الغنائية،ومع ذلك، تردد في الإقدام على الزواج سريعا بعد تجربة صحية صعبة أجرى خلالها جراحة قلب مفتوح على يد الطبيب مجدي يعقوب، لكنه في النهاية أدرك أن الحب الحقيقي لا ينتظر طويلا.


عام 1990، حسم الشريعي قراره وطلب من ميرفت تحديد موعد مع عائلتها لإتمام الزواج، وعلى الرغم من محاولتهما في البداية الاكتفاء بعشاء بسيط للعائلتين، إلا أن ضغط الأصدقاء والمقربين حوّل الأمسية إلى حفل زفاف كامل التفاصيل، جرى ترتيبه في أيام معدودة، ورغم بساطة التحضيرات وغياب الطابع التقليدي، ظل الحفل بالنسبة لهما أجمل ذكرى وبداية حياة مليئة بالمحبة والتفاهم.

 

تروي ميرفت القفاص حكايتها مع عمار الشريعي وكأنها تعزف لحنا خاصا من الذكريات، لحنًا يجمع بين الصدفة والإصرار، وبين الفن والحب، لقاء مهني عابر تحول إلى قصة زواج استثنائية، أثبتت أن العلاقات الحقيقية لا تبنى على الترتيب المسبق بقدر ما تولد من صدق المشاعر وصفاء الروح، وهكذا، يظل اسم الشريعي حاضرا ليس فقط في ألحانه الخالدة، بل أيضا في الحكايات الإنسانية التي تحيط به.

تم نسخ الرابط