سد النهضة.. الطُعم الأمريكي الذي لم تبتلعه مصر لتهجير الفلسطينيين

رغم موقف مصر الواضح من القضية الفلسطينية وإصرارها على عدم تصفيتها بأي حال، إلا أن هناك العديد من نقاط الضغط التي تُستغل ضد القاهرة، ولعل أبرزها قضية سد النهضة التي تشكل خطرًا على الأمن المائي المصري. إذ أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن واشنطن تضغط من أجل الوصول إلى صفقة تقضي بتفريغ القطاع المحاصر مقابل إنهاء أزمة السد الإثيوبي والوصول إلى حل.
لكن المؤشرات توضح أن القاهرة تعتبر تفريغ القطاع تصفية مباشرة للقضية الفلسطينية، مما يمنح واشنطن دورًا أكبر لتعزيز تواجدها في الشرق الأوسط. غير أن أزمة سد النهضة لم تؤثر حتى الآن بشكل واضح على المواطن المصري، ما يطرح تساؤلات حول شكل الأيام القادمة والتوقعات تجاه القضيتين، اللتين لا تقلان أهمية عن بعضهما بالنسبة لمصر.
سمير فرج: لن نقبل بحل أزمة سد النهضة بتهجير الفلسطينيين
علق اللواء سمير فرج، الخبير الأمني، على ما تردد في الإعلام الإسرائيلي حول ممارسة ضغوط أمريكية على القاهرة لقبول خطة تهجير الفلسطينيين من أرضهم مقابل إنهاء أزمة سد النهضة الإثيوبي، مؤكداً أن القرار المصري لا يُباع ولا يُشترى.
وأضاف الخبير الأمني في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أن مصر لا يمكن أن تقبل بأي حال من الأحوال إنهاء أزمة سد النهضة على حساب الفلسطينيين، مشيراً إلى أن الرئيس السيسي أعلن صراحة أن تهجير الفلسطينيين خط أحمر لا يمكن لمصر السماح به، وبالتالي تُمارس ضغوط كثيرة على مصر في قضايا عدة، لكن في النهاية لن يتم تحقيق ما يسعون إليه.
وأشار فرج إلى وجود خطة مصرية لمواجهة أي تطورات في ملف تهجير الفلسطينيين، خاصة بعد قرار نتنياهو بمحاصرة مدينة غزة، متابعاً أن أزمة سد النهضة بالنسبة لمصر انتهت، لأن المشكلة كانت في التخزين، والآن تم ملء البحيرة، وبالتالي لا سبيل للمياه إلا لدول المصب، وأن الحديث يدور الآن حول فترة الجفاف وكيفية إدارة المياه بين الدول.
وتابع الخبير الأمني أن مشروع سد النهضة حتى الآن فاشل بالنسبة لإثيوبيا لكنه يحقق أهدافاً لهم، أما بالنسبة لمصر فهو موضوع منتهي تماماً، ولن يكون ورقة ضغط على مصر بأي حال من الأحوال، ولن تقبل القاهرة بذلك.
شراقي: احتياطي السد العالي مطمئن جدًا للمصريين
في هذا الصدد، أوضح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن إثيوبيا تحاول هذا العام رفع منسوب المياه المخزنة إلى ٦٤ مليار متر مكعب، وفي هذه الحالة قد تفيض المياه من الممر الأوسط، وهو أمر متوقع حدوثه الآن. لكنه أشار إلى أن الأمطار هذا العام أقل من المتوسط، وبالتالي ننتظر النصف الثاني من العام لمعرفة كيف ستكون حالة الأمطار.
وأضاف شراقي في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أن المياه ستنزل إجباريًا إلى دول المصب خلال اليومين المقبلين لأن بحيرة السد امتلأت، لكن بالنسبة لمصر فإن المخزون في السد العالي مطمئن جدًا والاحتياطي جيد للغاية، وهذا أمر لا يدعو المواطنين للقلق.
وأشار شراقي إلى أن افتتاح سد النهضة لن يفيد الإثيوبيين كثيرًا، لأن ١٣ من توربينات السد لم تُشغل حتى الآن، ولم يُعرف على أي أساس يتم الافتتاح، مضيفًا أن العملية سياسية في الأساس من جانب آبي أحمد لتهدئة الشارع الإثيوبي والغضب الشعبي، خاصة أن حوالي ٧٠ مليون إثيوبي يعيشون بدون كهرباء.