بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

المخرج عادل عوض: أفلامنا خاصمت الأدب.. وأنا من اكتشف علاء ولي الدين (حوار)

المخرج عادل عوض والصحفية
المخرج عادل عوض والصحفية آية محمود

الفن يجري في عروقه منذ الصغر، نشأ في بيت فني أصيل، سار على خطى والده الفنان الكوميدي محمد عوض متأثرًا به وبأجواء بيته الفنية، إنه المخرج الكبير عادل عوض الذي ارتبط اسمه بعدد من المشاريع الناجحة التي ساهمت في تشكيل ملامح السينما.


بجرأة لا تعرف التقصير وصراحة لا تقيدها حدود فتح المخرج عادل عوض قلبه في حوار خاص لـ "بلدنا اليوم"، وكشف عن مخاوفه من تراجع الأعمال الأدبية وسيطرة ظاهرة "الشللية" والاحتكار على الساحة الفنية، كما عبر عن قلقه من أن الأفلام أصبحت تتجاهل الطبقات الاجتماعية بالكامل، وطموحه لعودة الريادة الفنية مرة أخرى، فإلى نص الحوار:

 

كيف أثر والدك الفنان محمد عوض في تكوينك الفني؟ وما الدروس التي تعلمتها منه؟
 

كان لوالدي الفنان محمد عوض تأثير بالغ على مسيرتي الفنية حول منزلنا إلى أكاديمية فنية حقيقية حيث كنت ألتقي بنجوم الفن من جميع المجالات من سيناريست وكتاب إلى مخرجين ومنتجين، مشيرًا إلى أن هذه التجربة أتاحت له فرصة التعلم المباشر من كبار الفنانين ورؤية عالم الفن عن قرب قبل الانطلاق فيه.
 

وأضاف: “تعلمت من والدي الكثير حب العمل والإصرار على التميز والصبر على تحقيق الأهداف وهي قيمة أسعى إلى نقلها إلى ابنتي الفنانة جميلة عوض”.

 

كيف يمكن أن نقارن بين الفن الذي قدمه محمد عوض والفن الحالي مع نجوم الكوميديا؟
 

والدي الفنان محمد عوض بدأ عمله في عالم المسرح، حيث قدم 100 مسرحية وهو الرقم الأكبر في تاريخ المسرح العربي، بالإضافة إلى ذلك قدم مئة مسرحية أخرى في مجال الهواية لكن في الاحتراف كان لديه 100 مسرحية.


وتابع: "فإذا نظرنا إلى هذه المئة مسرحية نجد أنها ليست مجرد مسرحيات تلفزيونية بل تشمل أعمالًا مميزة مثل "يوم قتل الزعيم" لنجيب محفوظ، و"المهزلة" لجوزفين ريس، بالإضافة إلى مسرحيات مثل "كونت فين يا علي" و"أخلص زوج في العالم" لجنانوي، كما قدم "مقالب اسكابان" و"طبيب رغم أنفه" لمولير، و"مركب بلا صياد"، و"المتوحش" لكاتب أسباني كبير".


وواصل: "عمل أيضًا على "جلفدان هانم" لحليق أحمد بكثير وقدم أعمالًا مع أحمد الإبياري، مما يدل على أنه كان يتعاون مع أكبر الكتاب في تاريخ المسرح، إذًا كل مسرحياته كانت مع أبرز الكتاب مما يجعل فنه مميز ومختلف".

 
وأكد: “من الصعب مقارنة الفنان محمد عوض بالفنانين الكوميديين حاليًا في بداياتهم الفنية فمحمد عوض يمثل تاريخ طويل بالعطاء في عالم المسرح والسينما امتد لأكثر من 45 عامًا أما الفنانون الشباب فما زال أمامهم طريق طويل ليقدموا ما يثبتون به موهبتهم”.

 

 

كمخرج.. كيف تقيم حالة السينما والمسرح في الوقت الحالي مقارنة بالعصور السابقة؟


الممثلون الحاليون يركزون بشكل كبير على فتح مطاعم بدلًا من إنتاج الأفلام، ويبدو أن كل واحد منهم يأخذ أمواله ويستثمرها في مطاعم وهذا أمر غير طبيعي. 
لا يوجد اهتمام بالتوجه نحو الإنتاج حيث يخاف الكثيرون من أن استثمارهم في الفن قد يؤثر سلبًا على مكانتهم كنجوم.


وقال: “في زمن الفن الجميل كان هناك العديد من النجوم الذين يستثمرون في الإنتاج، مثل فريد شوقي ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ، حيث كانوا يعيدون استثمار أرباحهم في مشاريع فنية، أما الآن، فإن الكثير من الممثلين الجدد يفضلون الادخار لشراء فيلا أو سيارة، ويبتعدون عن الفن”.

ما النصيحة التي توجهها إليهم؟


نصيحتي لهم هي أن يغلقوا المطاعم ويركزوا على الإنتاج يجب عليهم أن يستثمروا أموالهم في الفن لأهمية ذلك في تاريخهم، أقول لهم إن البخلاء تركوا مجالًا للدخلاء وهذا ما يؤدي إلى تراجع الفن.

كيف ترى دخول الإنتاج السعودي للسينما؟
والله سيكون ذلك مفيدًا إذا كان هناك عدد كبير من المنتجين السعوديين زمان كنا نبيع للخارج لكن من المهم أن يكون لدينا تنوع في الإنتاج.


وتابع: “يجب أن نقدم أفلامًا كوميدية، استعراضية، غنائية، أكشن، سياسية، اجتماعية، للأطفال، وحتى رسوم متحركة، إذا كان التركيز فقط على نوع واحد مثل الأكشن، فهذا سيحد من التنوع”.


وأشار إلى أن التاريخ السينمائي يعود إلى الوراء لأسباب معينة: "في الماضي كان لدينا أفلام مثل "دهب" وأفلام أنور وجدي لكن الآن لماذا لا نجرب شيئ جديد ومختلف، إذا عرض علي عمل من السعودية سأوافق لدي مسرحيات وأعمال أخرى لكن أعمل بطريقتي ورؤيتي شرط أن يكون العمل سليمًا".


كيف ترى مصطلح الأفلام التجارية قديمًا وحديثًا؟


الفيلم التجاري ليس مصطلحًا معيبًا يجب أن يكون الفيلم تجاري ولكن ما معنى كلمة "تجاري" بالنسبة لنا؟ هذا لا يعني أن تصنع شيئ عشوائي. 


الفيلم التجاري يمكن أن يكون جيدً وهذا ما يجب أن ندرسه نحن بحاجة إلى تقديم فيلم تجاري بجودة وليس مجرد عمل عادي.


يجب أن يكون لدينا موضوع جيد وقصة قوية لدينا أزمة في عدم أخذنا للأدب في أفلامنا "خضمنا الأدب" في الماضي كانت أفلامنا تقدم أعمال نجيب محفوظ، وإحسان عبد القدوس، ويوسف إدريس أما الآن فقد أصبحنا نكتب سيناريوهات دون الاستناد إلى روايات، إذا كان لديك قصة روائية، فإن لديك ضمانًا بنسبة 50% لنجاح الفيلم، لكن لماذا لا نأخذ روايات.


ما رأيك في إنتاج الدولة بشكل عام في الفترة الأخيرة؟


أنا غير راضٍ عن احتكار الإنتاج من قبل شركة واحدة في الوضع الحالي لأنه ليس هناك تنوع في الإنتاج، الإنتاج الحكومي لم يعد موجودًا كما كان نحن بحاجة إلى وجود منتجين وفنانين يساهمون في تقديم أعمال متعددة ومتنوعة تعكس أذواق المخرجين والمنتجين.


وقال إن المنتج هو الذي يختار المخرج وهذا يؤثر على نوعية الأعمال إذا كان هناك فقط لجنة قراءة واحدة فهذا يعد كارثة، كانت الدولة تنتج الكثير من الأفلام الرائعة في الماضي مثل "شيء من الخوف"، و"المومياء"، و"الأرض"، و"نصر صلاح الدين"، حيث كانت هناك أفلام تاريخية واجتماعية تعكس حياة الفلاحين.


وتابع: "أما الآن الأعمال الحالية تجاهلت طبقات رئيسية من المجتمع فلا توجد أفلام تعبر عن حياة الفلاح أو العامل الوضع الحالي يقتصر على سكان الكمبوندات ولا يوجد تنوع في الأفلام الغنائية أو الاستعراضية أين أفلام عبد الحليم وفريد الأطرش؟ لا توجد أفلام اجتماعية مثل "أم العروسة".

 

كيف ترى تأثير الشللية في الوسط الفني على المنتج الإبداعي؟


لا أحب استخدام كلمة "شللية" ولكن يمكنني أن أصفها بأنها مجموعة من الأشخاص اختيرت للعمل معًا في شركة معينة لأسباب محددة، نحن نسميهم الشللية بل هم مجموعة تعمل معًا وتنسجم في الأعمال كان هناك العديد من الشركات بهذا الوصف وكل شركة تضم مجموعة من الناس والآن أغلب الشركات أغلقت الآن أغلقت أكثر من سبعين شركة سينما.

 

هل تؤثر هذه المشاريع على الإبداع الفني؟


بالطبع تأثيرها كبير هناك أكثر من عشرين فرقة مسرحية أغلقت وهذا يعني أن المسرح الخاص لم يعد موجود.


الآن إذا أردت مشاهدة مسرحية فإنك ستذهب إلى المسارح العامة فقط ولا يوجد أي مسرح خاص، في الماضي كان هناك حوالي 20 فرقة خاصة تعمل جميعها في نفس الوقت وكان 70% منها تحقق أرباح.

 

كيف ترى مستقبل صناعة السينما؟


للأسف مستقبل السينما يعتمد على ذوق فئة معينة من الناس عندما تسيطر شركة واحدة فإنها تفرض نمط واحد والموضة الحالية هي الأفلام الأكشن، صديق لي من المخرجين يقول إنه يركز على مشاهد الأكشن بينما يصور مشاهد الدراما بسرعة غالبًا ما يتم تصوير الفيلم بالكامل في 4-5 أسابيع، حيث تركز معظم المشاهد على الأكشن مثل مطاردات السيارات أو مشاهد الضرب لأنها هي التي تجذب الجمهور.


كان لك دور في اكتشاف نجوم مثل علاء ولي الدين، وحنان ترك ونيلي كريم وغيرهم؟ كيف تمت؟


بالنسبة لاكتشافي لعلاء ولي الدين كان هو يعمل معي في شبكة راديو وتلفزيون العرب كمذيع بعد ذلك قال لي أشرف فهمي أنه يريد شاب مناسب لفيلم "اختيار المدرسة" فقدمته له وبالفعل قام أشرف بعمل الفيلم ومن خلاله بدأ علاء ولي الدين يظهر بعد ذلك قدمت له أغنية مع حنان ترك ونجح بشكل كبير وكان دائمًا يقول لي "يا مكتشفي".


أما بالنسبة لنيلي كريم فقد كان أول فيلم لها "شاب على الهواء" كما أن رانيا يوسف كانت أول أغنية لها "متاديتش بالانسحاب"، وجيهان نصر غنت "يا ناس أنا موت في دباديبو"، وكذلك اكتشفت العديد من النجوم في عالم الاستعراض مثل علاء وعاطف، حيث يعتبر عاطف من أهم المصورين الاستعراضيين في العالم العربي، الحمد لله، أنا اكتشفت العديد من المواهب بما في ذلك مصورين كبار مثل هشام سري، لقد كان لي دور كبير في اكتشاف الكثير من النجوم.

 

ما مدى استعانة جميلة عوض برأيك فيما يعرض عليها من أعمال؟

 

جميلة تعمل حاليًا على مسلسل كبير للرمضان المقبل ونأمل أن يكون مفاجأة كبيرة يحمل اسم "الأفلاطوني".


وقال: "أنا كنت موافق على دخولها عالم التمثيل منذ البداية جميلة كانت دائمًا معي وكانت تذهب معي إلى المواقع وتتابع محاضراتي في السينما حضرت أفلامًا معي مثل "كريستال" مع شريهان و"شباب على الهواء" منذ أن كانت صغيرة، حيث كانت تبلغ من العمر ست سنوات لذا فهي لديها خلفية جيدة في هذا المجال، وأنصح جميلة بالعمل على زيادة عدد الأعمال التي تشارك فيها وأقول لها أن لا تقلل من الفرص المتاحة لها هذا هو أفضل نصيحة أستطيع تقديمها".

كيف بدأت علاقتك بشريهان وما المواقف التي لا تنساها معها خلال تصوير فيلم "كريستال"؟
 

كنا معًا في فرقة التمثيل بالمدرسة وعملت معها فيلمين كمساعد مخرج الأول هو "العذراء والشعر الأبيض" والثاني "قفص الحريم" بعد ذلك قمت بإخراج فيلم "العقرب" الذي حصل على ست جوائز دولية وحصلت شريهان على جائزة أفضل ممثلة، ثم عملنا معًا في فيلم "كريستال" الذي كان استعراضيًا وهو آخر فيلم استعراضي لها شريهان كانت دائمًا متعاونة وجميلة وتبذل كل جهدها في العمل وتمنحك كل وقتها.

 

من ينال إعجابك من الجيل الحالي من المخرجين؟
 

هناك مخرجين أحبهم مثل كمال الشيخ وعاطف سالم، وحسين كمال، وعلي بدرخان، وأشرف فهمي هناك الكثير من الأسماء التي أحبها لكن لا تحضرني أسماء معينة في الوقت الحالي.

هل هناك فنان معين تتمنى التعاون معه؟


بالتأكيد هناك العديد من الفنانين الذين أحب العمل معهم أود أن أشتغل مع أحمد السقا، وأحمد حلمي، وكريم عبد العزيز، كما أتمنى العمل مع مجد كدواني، وهند صبري، وحنان ترك.


أريد أيضًا أن أعمل مع نيللي كريم مرة أخرى وأحب العمل مع جميلة عوض كما أرغب في التعاون مع محمد فراج من الجيل الجديد هناك الكثير من الأسماء التي تملأ ذهني وأتمنى تحقيق ذلك.

تم نسخ الرابط