خبير في القانون: مصر لم تكن يوما بعيدة عن القضية الفلسطينية (خاص)

مصرأولا.. في خضم التحولات السياسية والإقليمية والدولية الواقعة الآن في المنطقة والعالم ، بات إلزاما على الدول أن تعيد ترتيب أولوياتها وفقا لمصالحها الإستراتيجية ولا تنساق إلى الشعارات العاطفية أوحسابات تاريخية لم تعد صالحة للواقع الراهن الذي نعيش فية الآن.
مصر والقضية الفلسطينية

وأشار الدكتور أحمد القرماني، أستاذ القانون إلى أن تلك اللحظة الحالية التي تعيشها مصر الآن يجب خلالها أن يتم فيها مراجعة جادة لدورها الإقليمي وعلاقتها بالقضية الفلسطينية، وتحديدا بـقطاع غزة، فمصر مظلومة وسط واقع دولي لا يعترف إلا بلغة المصالح.
وأكد المحامي احمد القرماني في تصريح خاص لـ “بلدنا اليوم” على أن مصر لم تكن يوما بعيدة عن القضية الفلسطينية، بل كانت في قلبها، مشيرا إلى أن مصر قدمت أرواح شعبها، واستنزفت الموارد، وخاضت الحروب من منطلق الإنسانية، حيث أنها آمنت من خلال أفعالها بأن فلسطين قضية مركزية للعالم العربي، لافتا إلى أنه على مر العقود أصبح الضرر يقع على مصر والشعب المصري وتوجب يإعادة تقييم الموقف بناء على المتغيرات العميقة التي طرأت، سواء داخل فلسطين أو في النظام العالمي والإقليمي.
وأوضح القرماني أن التجزئة المتعمدة للقضية الفلسطينية والانقسامات الداخلية، وتورط بعض الفاعلين العرب في مسارالتفاوضية المنحازة، أدت إلى إضعاف زخم الدعم العربي، تاركين مصر في مواجهة تحديات كبيرة، بغطاء سياسي أودعم فعلي من الأشقاء.
غزة.. مابين الشعارات والواقع السياسي
وتابع القرماني أن غزة أصبحت كيانا سياسيا شبه منفصل، بحكم الواقع، عن الضفةالغربية، وهوفصل لم يكن نتيجة الاحتال وحده بل نتيجة مواقف إقليمية خاطئة بالإضافة إلى توجه الفصائل الفلسطينية عزز من الانقسام مشيرا إلى أن حركة حماس تبرز كلاعب رئيسي، لكنها تثيرتساؤلت حول أجندتها الحقيقية وأدواتها السياسية وعلاقاتها المعقدة مع أطراف دولية وإقليمية، بعضها تخدم مصالح القوى الكبرى، بما في ذلك إسرائيل نفسها.
وأشار أحمد القرماني إلى أنه لا يمكن إنكارمعاناة الشعب الفلسطيني، فإن التعاطف مع غزة لم يعد ممكنا من منطلق عاطفي أو أخالقي فقط، بل يجب أن ينظر إليه من منظور الأمن القومي المصري، خصوصا في ظل التهديدات الحدودية وتنامي دورالجماعات المسلحة العابرة للحدود.
استعادة الدورالمصري من بوابة المصالح
وأوضح القرماني أن الدولة المصرية، بتاريخها العريق وحضارتها الممتدة لا تحتاج إلى تبعية لمشروع قومي أو ديني يحد من حريتها في الحركة، أو يفرض عليها أعباء لتعود عليها بالنفع، مشيرا إلى أن العالم اليوم لا يعترف إلا بلغة المصالح، لافتا إلى أن مصر لها الحق بل الواجب أن تضع أمنها القومي واستقرارها الإقتصادي بالإضافة إلى مكانتها الإقليمية على رأس أولوياتها، دون أن تُكبل نفسها بشعارات لم تعد قادرةعلى الصمود أمام معادلة بين القوة والمصلحة.
وقال القرماني أنه ليس من المنطق أن تحاكم السياسات المصرية بمعايير عاطفية أو أخالقية غير متوازنة، في حين أن القوى الكبرى نفسها لا تتحرك إلا بناء على مصالحها، سواء في الشرق الأوسط أو خارجه.
إقرا أيضا:
مصر تدين استمرار التوسع العسكري الإسرائيلي في غزة وتؤكد غياب الإرادة لوقف التصعيد