بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

رحل في أحضان البحر.. ماهي حقيقة وفاة مهند والسبب وراء حزن صديقه؟

الصديقان
الصديقان

رصدت الكميرات الصحفية التركية تأثرا بالغا من كيفانش، يعرفه كثيرون كواحد من أبرز رواد صناعة اليخوت الفاخرة، إذ ارتبط عالم الفن اسمه بأحد أشهر نجومها، الممثل كيفانش تاتليتوغ، المعروف عربيا بشخصية “مهند”، لكن منذ الرابع من أغسطس الماضي، لم يعد اسم خالد يوكاي يتردد في الصفحات الاقتصادية أو الفنية، بل تصدر العناوين بسبب حادث مأساوي اختتم فصول قصة رجل عاش للبحر، ورحل فيه.

 

قصة رجل عاش للبحر


وغادر خالد يوكاي في مساء هادئ من صيف أغسطس،  ميناء يالوفا على متن قاربه الخاص “غراي وولف”، متجهًا إلى جزيرة بوزكادا، معتادا أن يفعل في رحلاته البحرية المتكررة. 

 

وكانت رحلة عادية في ظاهرها، لكنها تحولت إلى بداية لغز مقلق، بعدما انقطع الاتصال به لساعات طويلة، لتبدأ عائلته في البحث عنه بقلق متزايد.


وبعد ثلاثة أيام، عثر على يخته محطما جزئيا ومغمورا بالمياه قرب جزيرة بروكونيسوس، فيما استمرت عمليات البحث عنه 19 يوما كاملة بمشاركة طائرات وغواصين ووحدات من خفر السواحل، قبل أن يعثر على جثمانه على عمق 68 مترا تحت سطح البحر.

 

من هو خالد يوكاي؟


ولد خالد يوكاي عام 1982، ونشأ على حب البحر منذ طفولته، لم يكن البحر بالنسبة له مجرد مساحة للاسترخاء، بل أسلوب حياة متكامل، وفي عام 2011، أسس شركته “مازو لليخوت” التي أصبحت علامة بارزة في مجال تصنيع اليخوت الفاخرة، مع تصميمات مبتكرة وتقنيات عالمية جعلت منها إحدى الشركات الرائدة في تركيا.


وفي السياق نفسة لم يكن نجاحه المهني فقط ما جعله شخصية معروفة، بل أيضا صداقاته القوية مع العديد من نجوم الفن، أبرز تلك الصداقات كانت مع الممثل كيفانش تاتليتوغ، الذي شاركه رحلات بحرية خاصة وظهر معه في العديد من المناسبات الاجتماعية، كانا أقرب إلى أخوين جمعهما البحر والمغامرة.


ومع الإعلان عن العثور على جثمان خالد، كان كيفانش من أوائل الحاضرين إلى مراسم التشييع في مسجد مرمرة الإلهي بإسطنبول. بدا النجم الشهير في حالة انهيار، واقفا بصمت بجوار نعش صديقه، مكتفيا بالدموع التي عبرت عن ألم لا يحتاج إلى كلمات، الصحافة التركية التقطت صورا مؤثرة له، حيث ظهر متأثرا بشدة، رافضا الإدلاء بأي تصريحات، في لحظة وداع طغى عليها الحزن والذهول.


كما اضافة التحقيقات الأولية فقد أشارت إلى احتمال اصطدام يخته بسفينة تجارية تحمل اسم “أريل 7”، ما أدى إلى غرقه، وقد تم توقيف قبطان السفينة على ذمة التحقيق بانتظار نتائج التشريح والتقارير الرسمية لتحديد السبب الدقيق للوفاة.


بعد انتشال جثمانه، نقل إلى مؤسسة الطب الشرعي في بورصة، ثم سلم إلى عائلته ليوارى الثرى في مقبرة هيكيمباشي بمنطقة أومرانيه في إسطنبول، شارك في مراسم الدفن عدد من الفنانين ورجال الأعمال الأتراك، من بينهم سيدا باكان، بوراك يامانتورك، نفيسة كاراطاي، ومحمد أصلان، إلى جانب حضور لافت لنجمه الأقرب كيفانش، الذي عاش صدمة الوداع بكل تفاصيلها.


قصة خالد يوكاي ليست مجرد خبر عن حادث مأساوي، بل سيرة رجل أحب البحر حتى أصبح جزءا من حياته اليومية، ثم كان البحر نفسه خاتمة رحلته، بالنسبة لأصدقائه وعائلته، سيبقى خالد حاضرا بما تركه من إنجازات في عالم اليخوت، وما جسده من روح المغامرة والحب للحياة، وربما كما يقول مقربوه: “لو خير خالد طريقة رحيله، لاختار أن يكون البحر هو السطر الأخير في حكايته” وبينما ودعه الجميع بقلوب دامية، يبقى المشهد الأكثر تأثيرا هو دموع صديقه الوفي كيفانش تاتليتوغ، التي لخصت حجم الخسارة في كلمة صامتة: الرحيل موجع.
 

تم نسخ الرابط